أين تذهب الحقيقة: لا تثق أبدًا بعائلة النرجسي

عندما تتزوج من رجل نرجسي، فإنك لا تتزوج شخصًا واحدًا فقط، بل تدخل في منظومة عائلية معقدة ومريضة. هذه العائلة، مهما بدت لطيفة أو مرحبة في البداية، ليست أبدًا عائلتك. إنهم عائلته، وحمايتهم له تفوق أي اعتبار آخر، حتى لو كانت الحقيقة والعدالة في كفة أخرى. الولاء في هذا السياق أعمق من أي شيء، وهو مبني على روابط الدم، وليس على المبادئ الأخلاقية.


الأم: صاحبة الحق الأول في قلبه

أول شخص عليك أن تحذر منه هو الأم. هي ليست مجرد حماتك، بل هي شخصية تتجاوز هذا الدور بكثير. غالبًا ما تتصرف الأم النرجسية وكأن ابنها هو زوجها العاطفي. في ذهنها، لم تتزوجي ابنها، بل “سرقتيه” منها. إنها ترى نفسها صاحبة الحق الأول والأخير في قلبه. هذا الهوس ليس حبًا، بل هو رغبة في السيطرة.

تتصرف الأم النرجسية وكأن ابنها لا تشوبه شائبة، فهو في نظرها الابن الذهبي الذي لا يرتكب أي خطأ. حتى عندما يشبعك ابنها بالإساءة، فإنها تقلل من شأن ما يحدث، قائلة: “الأمر ليس بهذا السوء، هناك من يرى أسوأ في زيجاتهم. أنتِ تبالغين في كل شيء”. منذ اليوم الأول، تشعرين بأنك دخيلة على زواجك. الأمر أشبه بمعركة حضانة على رجل بالغ.

الأم النرجسية لا تريد أن تقوم بالعمل الشاق الذي يتطلبه الحب، بل تريد أن تكوني أنتِ بمثابة “عمالة مجانية” تطبخ، تنظف، تغسل، وتهتم بالجميع. هي تحصل على كل الاتصال العاطفي الذي ترغب به دون أي جهد. ولعلك تلاحظين كيف أن زوجك لا يمتلك رأيًا خاصًا به، فكل شيء يجب أن توافق عليه والدته. “أنتِ لا تطبخين مثل أمي. أمي تعرف هذا. أمي تعرف ذاك”.


الأخت: الغيرة والتنافس الخفي

ثم تأتي الأخت، التي تتصرف بغرابة كـ”صديقة” لك، لكنها في الواقع تتصرف كصديقة غيورة. إنها تتنافس معك على اهتمام أخيها، وترى نفسها صاحبة الأولوية، بينما أنتِ لستِ أكثر من تهديد لعلاقتها بأخيها.

تتجاوز حدودك الشخصية، وتسأل أسئلة غير لائقة، وتقدم نصائح غير مرغوب فيها وكأن لها سلطة عليك. إذا اشترى لكِ شيئًا، فإنها تشكو على الفور من عدم حصولها على شيء. تحاول أن تبدو صديقتك أمامك، لكن وراء ظهرك، تنشر الأكاذيب وتسمم عقله ضدك وتخلق المشاكل بينكما. وعندما تنشأ الصراعات، تكون دائمًا في صفه، وليس في صفك.


الأب: الصامت المتواطئ

أما الأب، الذي كان غائبًا عاطفيًا لعقود، فإنه يستمر في لعب نفس الدور. لم يكن موجودًا لزوجته أو لابنه، ويستمر في لعب نفس الدور الآن. على الرغم من أنه يرى كل شيء سيئ يحدث لك، ويعرف كل شيء، إلا أنه لا يقول شيئًا. يتصرف وكأنه لا يسمع، لا يرى، ولا يتكلم، لأن الأمر ليس “مشكلته”.

لكن عندما يتعلق الأمر بدعم زوجته أو ابنه، فإنه يصبح متورطًا فجأة. يأخذ صفهما بسهولة ويقاتل من أجلهما. لا يوجد حب أو احترام حقيقي بين النرجسي وأفراد عائلته، ولكن “الدم أغلظ من الماء”. الأب يدعم ابنه دائمًا بغض النظر عن مدى خطئه. بالنسبة له، صورة العائلة هي كل شيء، وهي أكثر أهمية من الاحترام، والولاء، والحب، وأكثر أهمية من الحقيقة.


الأخ: الثعبان في العشب

أخيرًا، لدينا الأخ، الذي غالبًا ما يكون نرجسيًا سريًا. إنه يتصرف كالثعبان المختبئ في العشب. يظهر بمظهر لطيف، ومرح، ومتفهم. يبدو داعمًا، ويحاول مواساتك في الأوقات الصعبة، ويبدو مهتمًا بصدق. تقتنعين أنه مختلف عن البقية، لكنه ليس كذلك.

وراء هذا السحر والكاريزما يكمن نفس الظلام. يبتسم في وجهك، يواسيك، ثم يجلس على الفور مع النرجسي ويشاركه كل شيء أخبرتيه به بسرية. يتحدث عنك بالسوء، ويدمر صورتك في العائلة، ويسمم الآخرين ضدك بذكاء.

الشيء الأكثر خبثًا فيه هو أنه يكسب ثقتك أولاً، ثم يخونك. هذا ما يجعله أخطر فرد في العائلة بعد الأم والأخت. إنه يحافظ على صورة النرجسي كضحية، حتى عندما يعرف أنك أنتِ من تعاني.


حماية نفسك: قطع كل الروابط

هؤلاء الأفراد الأربعة يشكلون جدارًا واقيًا حول النرجسي. إنهم يدعمون سلوكه، ويقللون من شأن ألمك، ويضمنون أنه لا يواجه أي عواقب لأفعاله أبدًا. عليك أن تفهمي أدوارهم لأن هذا يساعدك على رؤية الصورة الكبرى وحماية نفسك من تلاعبهم الشديد.

تذكري أن ولاءهم له سيأتي دائمًا قبل أي عدالة لك. ولهذا السبب أكرر: لا يمكنك الذهاب إليهم للحصول على أي نوع من المساعدة. أنتِ بمفردك، وأفضل شيء تفعلينه هو قطع العلاقات ليس فقط مع النرجسي الرئيسي، ولكن مع عائلته أيضًا.

شارك هذه المقالة

لقراءة مقالاتنا الاسبوعية