لماذا يجب أن نتجنب الانتقام ونتوجه نحو النور؟
قد تتساءلون في بعض الأحيان: لماذا يجب أن نتجنب الانتقام رغم الشعور بالظلم؟ لماذا لا نرد على من أساء إلينا بنفس الطريقة التي أساء بها لنا؟ هذه الأسئلة قد تدور في أذهان الكثيرين، خاصة في لحظات الشعور بالظلم أو الهجوم. ولكن في الواقع، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الرد بالانتقام لا يؤدي إلا إلى تعزيز مشاعر السلبية والظلام داخلنا.
في الفيديو الذي شاهدتموه، تحدثت عن المعركة بين “مملكة الظلم” و”مملكة النور”. مملكة الظلم تمثل كل ما هو سلبي في الحياة مثل الكذب، الخيانة، الصراخ، الإهانة، والشعور بالظلم، الخوف، الحزن، والتشتت. بينما مملكة النور تمثل السلام، الطمأنينة، الحب، والعطاء، كل شيء إيجابي في حياتنا. عندما نختار الرد بالانتقام أو الشر، نحن ببساطة ننتمي إلى مملكة الظلم، وهو ما يترك تأثيرًا سلبيًا على حياتنا الداخلية.
من المهم أن نفهم أن الانتقام ليس هو الحل. في الواقع، يمكن أن يكون أكثر الأمور المغرية، حيث يبدو أن الرد بالمثل هو الوسيلة الوحيدة لاستعادة كرامتنا. ولكن الحقيقة هي أن كل فعل يحمل في طياته صفات من قام به، وبالتالي، إذا ارتكبنا عملاً شريرًا، نحن نكون قد وقعنا في فخ مملكة الظلم. لذلك، لا يجب أن نكون جزءًا من هذه الدورة السلبية، بل يجب أن نسعى للتغلب على الشر بالخير.
الانتقام قد يبدو سهلًا، ولكن ما سيحصل بعد ذلك هو شعور بالفراغ والحيرة. في مملكة النور، نتعلم كيف نواجه الألم بحب وصبر، ولا نسمح للظلام أن يؤثر فينا. مملكة النور تقدم لنا السلام الداخلي والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة. بدلاً من السعي للانتقام، علينا أن نتحلى بالقوة والقدرة على العيش في النور والابتعاد عن كل ما يشوه أرواحنا.
إنه من السهل أن نتبع الطريق الأسهل وهو الانتقام، لكن علينا أن نتذكر أن صفات النور هي التي تحدد من نكون. الله هو الذي سيأخذ حقنا، وهو الذي سينتقم لنا إذا كان ذلك ضروريا. بينما نحن يجب أن نلتزم بالصفات التي تنتمي إلى مملكة النور، وهي السلام، والعدالة، والمحبة، والرحمة.
في الختام، يجب أن نذكر أن الانتقام لا يحقق لنا راحة أو فوزًا حقيقيًا. فقط عندما نعيش في النور ونتمسك بالقيم الإيجابية، يمكننا أن نحقق السلام الداخلي وننقلب الصفحة على الماضي المؤلم.