الأم النرجسية وأطفالها: عالم من القوانين والأوامر
عندما تعيش مع أم نرجسية، فإن الحياة تشبه العيش في عالم يحكمه مجموعة صارمة من القوانين والأوامر. هذه القوانين غالبًا ما تكون غير منطقية ومتغيرة، وتخدم غرضًا واحدًا هو إبقاء الأم في مركز الاهتمام والسيطرة.
أبرز سمات هذا العالم:
* الأوامر المطلقة: لا مجال للمناقشة أو التفاوض. كل ما يصدر عن الأم هو أمر لا يقبل الجدل.
* القوانين المتغيرة: القوانين قد تتغير بشكل مفاجئ ودون سبب واضح، مما يجعل الطفل يشعر بالارتباك وعدم الاستقرار.
* التركيز على الكمال: يجب أن يكون كل شيء مثاليًا، وأن يتوافق مع توقعات الأم العالية.
* عدم التسامح مع الأخطاء: حتى أصغر الأخطاء قد تؤدي إلى عقاب شديد.
* المقارنات المستمرة: يقارن الطفل دائمًا بآخرين، مما يجعله يشعر بالدونية وعدم الكفاءة.
* عدم وجود حدود: الأم النرجسية غالبًا ما تتجاوز حدود الطفل الشخصية، وتدخل في جميع جوانب حياته.
* التركيز على الذات: كل شيء يدور حول الأم ورغباتها واحتياجاتها، على حساب احتياجات الطفل.
كيف يؤثر هذا على الطفل؟
* انخفاض الثقة بالنفس: يشعر الطفل بأنه غير كافٍ وغير قادر على تحقيق أي شيء.
* القلق والاكتئاب: يعاني الطفل من مستويات عالية من القلق والاكتئاب بسبب الضغط المستمر والخوف من الفشل.
* صعوبة في بناء العلاقات: يجد الطفل صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين، لأنه اعتاد على نمط علاقة غير صحي مع أمه.
* مشاكل في السلوك: قد يلجأ الطفل إلى سلوكيات سلبية، مثل التمرد أو الانطواء، كطريقة للتعامل مع الضغط.
كيف يمكن مساعدة الطفل؟
* التعرف على المشكلة: الخطوة الأولى هي فهم أن هذا الوضع غير طبيعي وأن الطفل ليس المخطئ.
* البحث عن الدعم: يجب على الطفل الحصول على الدعم من أفراد العائلة أو الأصدقاء أو المعالجين النفسيين.
* بناء علاقة صحية: يجب على الطفل بناء علاقات صحية مع أشخاص آخرين، لمساعدته على تطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية.
* العلاج النفسي: قد يحتاج الطفل إلى العلاج النفسي لمساعدته على التغلب على الآثار السلبية للطفولة.
ملاحظة: التعامل مع الأم النرجسية أمر صعب ومعقد، وقد يستغرق الطفل وقتًا طويلاً للشفاء من آثار هذا النوع من العلاقة.