النرجسية الخفية والأجواء العائلية

النرجسية الخفية والأجواء العائلية: تأثير عميق وخفي 

النرجسية الخفية هي سمة شخصية معقدة تتسم بالتقدير المبالغ فيه للذات والحاجة المستمرة للإعجاب، ولكن بطرق أكثر دهاءً وتخفياً من النرجسية الصريحة. عندما يتواجد شخص يعاني من النرجسية الخفية في بيئة عائلية، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على أجواء الأسرة وتفاعلات أفرادها.

 كيف تؤثر النرجسية الخفية على الأجواء العائلية؟ 

  •  عدم الاستقرار العاطفي: الشخص النرجسي الخفي غالباً ما يخلق جوًا من عدم الاستقرار العاطفي في الأسرة. فتقلبات مزاجه، وحاجته المستمرة إلى الاهتمام، وتلاعباته العاطفية تجعل من الصعب على أفراد الأسرة الشعور بالأمان والاستقرار. 
  •  صعوبة التواصل: التواصل الصريح والصادق يكون صعباً في الأسر التي يوجد بها شخص نرجسي. فالشخص النرجسي غالباً ما يسيطر على المحادثات، ويقلل من شأن آراء الآخرين، ويستخدم الكلمات كأسلحة للتلاعب. 
  •  عدم الثقة: يؤدي سلوك الشخص النرجسي إلى تآكل الثقة بين أفراد الأسرة. فالأطفال، على سبيل المثال، قد يجدون صعوبة في الثقة بمشاعرهم وأفكارهم، خوفًا من النقد أو الرفض. 
  •  التنافسية: غالباً ما يشجع الشخص النرجسي على المنافسة بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى خلق جو من التوتر والشعور بعدم الكفاية لدى الآخرين. 
  •  التلاعب بالمشاعر: يستخدم الشخص النرجسي التلاعب بالمشاعر كوسيلة للسيطرة على الآخرين. قد يلجأ إلى اللوم، أو الشعور بالذنب، أو الإطراء المزيف لتحقيق أهدافه. 
  •  صعوبة في إرضاء النرجسي: مهما بذل أفراد الأسرة من جهد لإرضاء الشخص النرجسي، فإن ذلك قد لا يكون كافياً. فالشخص النرجسي غالباً ما يضع معايير غير واقعية، ويجد عيوبًا في كل شيء. 

تأثير النرجسية الخفية على الأطفال

 الأطفال الذين ينشأون في بيئة عائلية بها شخص نرجسي قد يعانون من العديد من المشاكل النفسية والعاطفية، مثل:

  •   انخفاض الثقة بالنفس: قد يشعر الأطفال بأنهم غير كافيين أو غير مهمين.
  •   الصعوبة في بناء العلاقات: قد يجدون صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين، نظرًا لأنهم اعتادوا على نمط تفاعل غير صحي.
  •   مشاكل في السلوك: قد يعاني الأطفال من مشاكل في السلوك، مثل العدوانية أو الانطواء، كطريقة للتعبير عن مشاعرهم المكبوتة. 
  •  الصعوبة في تحديد الهوية: قد يجدون صعوبة في تطوير هوية مستقلة، نظرًا لأن الشخص النرجسي غالباً ما يحاول فرض شخصيته على الآخرين.

 كيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟

  •   التعرف على المشكلة: الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود المشكلة وفهم تأثيرها على الأسرة.
  •   طلب المساعدة: قد يكون من المفيد طلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية، سواء كان ذلك من خلال العلاج الفردي أو العائلي.
  •   وضع حدود واضحة: يجب على أفراد الأسرة وضع حدود واضحة مع الشخص النرجسي، وحماية أنفسهم من سلوكه التلاعب. 
  •  بناء شبكة دعم: يجب على أفراد الأسرة بناء شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة لمساعدتهم على التعامل مع الوضع. 
  •  العناية بالنفس: يجب على أفراد الأسرة الاهتمام بصحتهم النفسية والعاطفية، من خلال ممارسة الأنشطة التي تساعدهم على الاسترخاء والتخلص من التوتر. 

ملاحظة: التعامل مع شخص نرجسي يمكن أن يكون أمرًا صعبًا، وقد يستغرق وقتًا وجهدًا. من المهم أن تتذكر أنك لست وحدك، وأن هناك مساعدة متاحة. 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *