بعد أن يرحل النرجسي، غالبًا ما يترك وراءه فراغًا، وفوضى، وألمًا نفسيًا عميقًا. ولكن هذا الألم ليس النهاية، بل هو بداية لرحلة جديدة. رحلة في “ليل الروح المظلم”، حيث تتداخل المشاعر، وتتعقد الأسئلة، وتنهار الصورة الذاتية. في هذا المقال، سنتناول هذا “الليل المظلم”، وسنكشف عن طبيعته، وكيف يمكن أن يساعدكِ في فهم ذاتكِ، وكيف يمكنكِ أن تجدي طريقكِ إلى النور.
1. ليل الروح المظلم: بين الفقدان والشك في الإيمان
عندما تنتهي العلاقة النرجسية، قد تشعرين بفقدان ليس فقط لشريك، بل لنفسكِ. تشعرين بأنكِ تائهة، لا تعرفين من أنتِ، وماذا تحبين، وماذا تكرهين. هذا الفقدان يتبعه حزن عميق، وشعور بالخزي، والوحدة.
- الحيرة في الإيمان: قد تبدأين في التساؤل عن وجود الله، أو عن رحمته. قد تسألين: “أين كان الله عندما كنت أتألم؟” “لماذا سمح لي بكل هذا؟” هذه التساؤلات ليست ضعفًا في الإيمان، بل هي بداية لرحلة جديدة من الصدق مع النفس.
- الخزي: الشعور بالخزي ينبع من اعتقادكِ بأنكِ سمحتِ لنفسكِ أن يتم استغلالكِ. هذا الشعور يجعلكِ تلومين نفسكِ، وتتوقفين عن السعي نحو الشفاء.
2. الخطوة الأولى: الاعتراف والتقبل
الخطوة الأولى للتحرر من “ليل الروح المظلم” هي أن تفتحي الباب وتدخلي إلى داخلكِ.
- الاعتراف بالمشاعر: اعترفي بمشاعركِ، حتى لو كانت مؤلمة. لا تقاومي دموعكِ، ولا تخفي خوفكِ.
- التقبل: تقبلي أن من حقكِ أن تحزني وتغضبي. هذا ليس كفرًا، بل هو بداية لصدقكِ مع نفسكِ.
- التعبير: تحدثي عن مشاعركِ، حتى لو كان ذلك لنفسكِ. اكتبي، أو سجلي صوتكِ، أو تحدثي مع الله.
3. الخطوة الثانية: الحديث مع الذات والخالق
صوتكِ الداخلي يحتاج إلى أن يسمع.
- الحديث مع الذات: تحدثي مع نفسكِ بصوت عالٍ. قولي لنفسكِ: “أنا موجوعة من كذا وكذا. أنا محتاجة أفهم.”
- الحديث مع الله: توجهي إلى الله بقلبكِ، بصدق، وبتواضع. اسأليه كل الأسئلة التي تدور في ذهنكِ. هو وحده من سيجيبكِ.
4. الخطوة الثالثة: خطوة بسيطة ولكنها يومية
الشفاء لا يحدث في يوم وليلة. إنه يبدأ بخطوات بسيطة ولكنها ثابتة.
- الروتين: خصصي لنفسكِ روتينًا يوميًا بسيطًا. قد يكون ذلك قراءة سطر من كتاب، أو أداء أذكار الصباح، أو شرب كوب من الشاي.
- التركيز على نفسكِ: ركزي على نفسكِ. اهتمي بجمالكِ، وصحتكِ، ومزاجكِ. هذه الأعمال البسيطة تذكركِ بأنكِ موجودة، وأنكِ تستحقين الاهتمام.
- اكتشاف الذات: من خلال هذا الروتين، ستكتشفين من أنتِ، وماذا تحبين.
5. الخاتمة: النور في نهاية النفق
عندما تتبنين هذه الخطوات، فإنكِ لا تبتعدين عن النرجسي فحسب، بل تبتعدين عن “ليل الروح المظلم”. إنكِ تفتحين شباككِ للنور، وتبدئين في إعادة كتابة قصتكِ. قصة لا تبدأ بالألم، بل تبدأ بالنجاة.
لقراءة مقالاتنا الاسبوعية
