الوسم: سلوك

  • لماذا يشاركك النرجسي تفاصيل علاقاته السابقة؟ 6 أسباب صادمة وكيف تتعامل معها

    هل وجدت نفسك في علاقة جديدة مع شخص لا يتوقف عن الحديث عن علاقاته السابقة؟ هل يشاركك تفاصيل حميمية لا يفترض أن تعرفها، ويستعرض صور شركائه السابقين، ويقارنك بهم بشكل صريح أو ضمني؟ إذا كان هذا السلوك يسبب لك الانزعاج والألم، فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص نرجسيًا.

    هذا السلوك الغريب ليس مجرد خطأ عابر، بل هو تكتيك متعمد له أهداف خبيثة. في هذا المقال، سنكشف لك الأسباب الحقيقية التي تدفع النرجسي لمشاركة تفاصيل علاقاته السابقة، وسنقدم لك دليلًا عمليًا للتعامل مع هذا الموقف بذكاء وحزم.


    1. التفاخر للحصول على الإعجاب والاهتمام

    النرجسي مدمن على الوقود النرجسي، الذي يتمثل في الإعجاب والاهتمام. عندما يشاركك تفاصيل علاقاته السابقة، فهو لا يهدف إلى مشاركتك حياته، بل إلى التفاخر بأنه شخص مرغوب وجذاب للآخرين. هذا السلوك يجعله يشعر بالعظمة والتفوق.

    قد يصل الأمر إلى استعراض صور شركائه السابقين، أو الحديث عن إنجازاته معهم، أو حتى عن مدى تعلقهم به بعد الانفصال. هذا التفاخر ليس فقط معك، بل قد يمارسه أيضًا مع أصدقائه وعائلته. إنه يحاول زرع فكرة في عقلك بأنك محظوظ بوجوده في حياتك، وأن هناك الكثير ممن يرغبون في أن يكونوا مكانك.


    2. تهيئتك لتقبل الخيانة أو تعدد العلاقات

    أحد الأساليب الماكرة للنرجسي هو تهيئة الضحية لتقبل سلوكه المستقبلي. قد يشاركك تفاصيل علاقاته السابقة تحت مسمى “الصراحة”، ويخبرك بأنه يعاني من “إدمان العلاقات” أو أن لديه “أصدقاء” من الجنس الآخر.

    هذا التمهيد يجعلك تشعر بأنك “المنقذ” الذي سيشفيه من هذا الإدمان، أو أنك يجب أن تثق به وبصداقاته “البريئة”. عندما يمارس النرجسي خيانته أو تعدد علاقاته، فإنه سيبرر ذلك بأنها مجرد “عقدة نفسية” أو أنك أنت السبب لأنه لم يجد فيك ما يكتفي به. بهذه الطريقة، يحول مسؤولية خيانته إليك، مما يجعلك تشعر بالذنب وتقبل الوضع.


    3. لعب دور الضحية لكسب تعاطفك

    النرجسي ماهر في استخدام لعبة الضحية، خاصة النرجسي الخفي. قد يشاركك تفاصيل مؤلمة عن علاقاته السابقة، مصورًا نفسه كشخص مظلوم تعرض للإساءة والخيانة من قبل شركائه.

    هذا الأسلوب يثير تعاطفك ويدفعك لمحاولة إنقاذه. تشعر بأنك ملزم بتقديم الحب والدعم لتعويض ما فقده. ولكن في الحقيقة، هو يستغل هذا التعاطف للسيطرة عليك. وعندما تحدث مشكلة بينكما، سيذكرك بأنك “تشبه” شركاءه السابقين، ويجعلك تشعر بالذنب والخوف من أن تخسره، فتبدأ في تقديم المزيد من التنازلات لإثبات أنك مختلف.


    4. إضعاف ثقتك بنفسك بطريقة غير مباشرة

    المقارنة هي سلاح فعال يستخدمه النرجسي لإضعاف ثقتك بنفسك. قد يذكر صفات إيجابية في شريكه السابق، مثل: “شريكتي السابقة كانت تطبخ لي دائمًا”، أو “شريكي السابق كان يجلب لي الهدايا الفاخرة”.

    هذه المقارنات ليست مجرد تذكير، بل هي دعوة صريحة لك لتبدأ في مقارنة نفسك بشريكه السابق، وشعور بالنقص. بهذا السلوك، يدفعك النرجسي للعمل بجد لإثبات جدارتك وحبك له، مما يجعلك تقدم له المزيد من التنازلات دون أن تدرك ذلك.


    5. الحصول على ردود أفعالك العاطفية

    النرجسي يستمتع بإثارة المشاعر القوية فيك، سواء كانت إيجابية أو سلبية. عندما يشاركك تفاصيل علاقاته السابقة، فهو يهدف إلى إثارة غيرتك وتوترك وغضبك. هذه المشاعر تعتبر بالنسبة له وقودًا نرجسيًا ثمينًا.

    عندما تتفاعل بعنف وتدخل في جدال معه حول هذا الموضوع، فإنه يشعر بالسيطرة. وقد يزيد من سوء الأمر عن طريق إخبارك بأن شريكه السابق يحاول التواصل معه، مما يزرع الشك والقلق في قلبك ويجعلك أكثر تعلقًا به.


    6. فتح باب التلاعب الجنسي

    قد يستخدم النرجسي الحديث عن علاقاته السابقة لفتح باب التلاعب الجنسي. يتحدث عن تجاربه الجنسية لجعلك تعتقد أن هذه الأمور طبيعية ومقبولة، وأن عدم المشاركة فيها قد يجعلك “مختلفًا” أو “أقل قيمة”.

    هذا السلوك يهدف إلى تسهيل عملية الاستغلال الجنسي لك. وبمجرد أن ينجح في ذلك، يمكنه استخدام هذا الجانب للتحكم بك بشكل أكبر، حيث أن العلاقات الحميمة تخلق روابط كيميائية قوية (مثل هرمون الأوكسيتوسين) تجعل الانفصال أكثر صعوبة.


    لماذا يفعل النرجسي ذلك؟ (من منظور علم النفس)

    من منظور علم النفس، هذه التصرفات ليست سوى انعكاس لمشاكل داخلية عميقة يعاني منها النرجسي:

    • كراهية الذات: النرجسي في أعماقه يكره نفسه ويشعر بفراغ داخلي. يملأ هذا الفراغ بجمع العلاقات والحصول على الإعجاب من الآخرين.
    • الشعور بالنقص: على الرغم من مظهره الواثق، يعاني النرجسي من شعور عميق بالنقص، ويحاول تعويضه بالتفاخر بعلاقاته المتعددة ليثبت لنفسه وللآخرين أنه مرغوب.
    • الخزي والعار: يسعى النرجسي دائمًا للهروب من مشاعر الخزي والعار المرتبطة بشخصيته الحقيقية، والتفاخر بالإنجازات والعلاقات هو وسيلته لإسكات هذا الشعور.

    كيف تتعامل مع هذا الموقف؟

    إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، فإليك خطوات عملية للتعامل معه:

    1. كن واعيًا: عليك أن تدرك أن هذا السلوك غير طبيعي، وأن له أهدافًا خبيثة. لا تبني آمالًا على بناء علاقة صحية مع شخص يتصرف بهذه الطريقة.
    2. لا تتفاعل عاطفيًا: لا تعطِ النرجسي ما يريده. لا تغضب، لا تغار، ولا تتجادل معه. كن هادئًا وتجاهل كلامه. إذا استمر، يمكنك تغيير الموضوع أو المغادرة.
    3. ضع حدودًا صارمة: عندما يبدأ في الحديث عن علاقاته السابقة، قل له بوضوح: “أنا لست مهتمًا بسماع هذه التفاصيل”. وإذا قارنك بشريكه السابق، أوقفه مباشرة: “أنا لست فلانًا، وأنا لا أوافق على المقارنات”.
    4. لا تقع في فخ المقارنات: لا تحاول إثبات نفسك له أو أنك أفضل من شريكه السابق. هذا الفخ سيجعلك تعمل على إرضائه دون جدوى.
    5. فكر في الانسحاب: السؤال الأهم هو: هل هذه العلاقة مناسبة لك؟ إذا لم تكن متزوجًا أو مرتبطًا رسميًا، ففكر بجدية في الانسحاب. علاقة تبدأ على هذه الأسس السامة لن تكون صحية أبدًا.
  • النرجسية وإنكار الخطأ: تحليل نفسي لأسباب عدم الاعتراف بالذنب

    تُعد الشخصيات النرجسية من أكثر الأنماط السلوكية تعقيدًا وإرهاقًا في التعامل معها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بالأخطاء أو تحمل المسؤولية. فمن السمات الأساسية للشخصية النرجسية عدم القدرة على رؤية الذات بشكل واقعي، وتضخيم الإنجازات، وإلقاء اللوم على الآخرين. إن فهم الأسباب النفسية والعلمية وراء رفض النرجسيين الاعتراف بأخطائهم يُعد أمرًا بالغ الأهمية لمن يتعاملون معهم، لأنه يساعد على إدراك أن المشكلة ليست فيهم، بل في طبيعة الشخصية النرجسية نفسها.

    لماذا لا يعترف النرجسيون بأخطائهم؟

    إن رفض النرجسي الاعتراف بالخطأ ينبع من مجموعة من العوامل النفسية المتشابكة التي تشكل جوهر شخصيته:

    1. حالة “الهجوم المتخيل”:يعيش النرجسيون في حالة دائمة من “الهجوم المتخيل”، حيث يشعرون باستمرار أن الآخرين يحاولون إيذاءهم، أو مهاجمتهم، أو التقليل من شأنهم. هذا الشعور المتجذر بالتهديد يجعلهم في حالة دفاع مستمرة، حتى عندما يواجهون بأخطائهم الواضحة. بالنسبة لهم، الاعتراف بالخطأ يُعد علامة على الضعف، وهو ما يهدد إيغوهم الهش وشعورهم المتضخم بالعظمة. إنهم يفضلون إنكار الواقع، أو تحويل اللوم، أو مهاجمة الطرف الآخر، بدلاً من مواجهة حقيقة أنهم قد يكونون مخطئين.
    2. الاعتذارات السطحية لتحقيق مكاسب:عندما يقدم النرجسي اعتذارًا، خاصة النرجسي الخفي، فإنه غالبًا ما يكون اعتذارًا سطحيًا غير نابع من ندم حقيقي. الهدف من هذا الاعتذار هو تحقيق هدف معين، مثل الحصول على مكسب مادي، أو الحفاظ على علاقة معينة (لضمان الإمداد النرجسي)، أو تجنب عواقب وخيمة. هذه الاعتذارات لا تكون صادقة، والسلوك المسيء غالبًا ما يتكرر بعد فترة وجيزة، مما يؤكد أنها مجرد تكتيك للتلاعب وليس تعبيرًا عن نوبة ضمير.
    3. الهدف الأساسي في الحياة: خدمة الذات:الهدف الأساسي في حياة النرجسي هو خدمة ذاته. فهم يعتقدون أن الآخرين موجودون لتلبية رغباتهم واحتياجاتهم، وأن العالم يدور حولهم. هذا الاعتقاد يجعلهم غير قادرين على رؤية أفعالهم على أنها خاطئة، حتى لو كانت تلحق الضرر بالآخرين. فهم يرون أن لهم الحق المطلق في التصرف بالطريقة التي يرونها مناسبة، ويتوقعون من الآخرين أن يتسامحوا مع سلوكياتهم، وأن يقبلوا بها دون اعتراض. أي محاولة لمواجهتهم بخطئهم تُعد في نظرهم هجومًا على “حقهم” في التصرف كما يحلو لهم.
    4. نقص التعاطف والتجاهل المتعمد للآخرين:النرجسيون لا يأخذون في الاعتبار تأثير أفعالهم على الآخرين. هذا ليس بسبب الجهل أو عدم الوعي، بل هو اختيار واعٍ متجذر في نقص التعاطف لديهم. فهم يرون التعاطف كضعف يمكن أن يؤدي إلى استغلالهم أو “الاستفادة منهم”. لذا، فإنهم يتعمدون تجاهل مشاعر الآخرين وآلامهم، لأنهم لا يرون فيها قيمة أو أهمية. عندما لا يشعر النرجسي بالتعاطف، فإنه لا يرى سببًا للاعتذار أو تغيير سلوكه، لأنه لا يدرك حجم الألم الذي يسببه للآخرين.
    5. اعتبار الآخرين أعداء:يعيش النرجسيون تحت ستار من العظمة، ويعتقدون أنهم يمتلكون العديد من الأعداء الذين يغارون من إنجازاتهم المزعومة أو مكانتهم. هذا الاعتقاد يجعلهم يرفضون أي نقد أو ملاحظات بناءة، وينظرون إليها على أنها حسد أو محاولة لتقويضهم. هذا التفكير يسمح لهم بلعب دور الضحية وتحويل اللوم على الآخرين، مما يعزز شعورهم بأنهم مظلومون وأن العالم ضدهم. إنهم لا يرون النقد كفرصة للنمو، بل كدليل على عداء الآخرين لهم.

    الآثار على الضحايا وسبل التعافي:

    إن فهم هذه الأسباب يُعد أمرًا بالغ الأهمية لأولئك الذين تأثروا بسلوكيات النرجسيين. يساعد هذا الفهم على إدراك أنهم ليسوا مسؤولين عن أفعال النرجسي، وأنهم ليسوا المخطئين. غالبًا ما يقوم النرجسيون بالتلاعب بالآخرين لإقناعهم بأنهم هم المشكلة، مما يؤدي إلى شعور الضحايا بالذنب، والارتباك، وتآكل الثقة بالنفس.

    التعافي يبدأ بالوعي:

    1. إدراك أنك لست المخطئ: الخطوة الأولى في التعافي هي التحرر من لوم الذات. يجب أن تدرك أن سلوك النرجسي ينبع من اضطرابه الخاص، وليس بسبب أي نقص فيك.
    2. التوقف عن البحث عن الاعتذار: بما أن الاعتذار الحقيقي من النرجسي نادر الحدوث، يجب على الضحايا التوقف عن انتظار هذا الاعتذار. التعافي لا يعتمد على اعتراف النرجسي بخطئه، بل على تقبلك للواقع والتركيز على شفائك الخاص.
    3. وضع الحدود: من الضروري وضع حدود واضحة وصارمة مع النرجسي، وتقليل التواصل معه إذا كان ذلك ممكنًا.
    4. بناء الثقة بالنفس: العمل على إعادة بناء الثقة بالنفس والقيمة الذاتية التي دمرها النرجسي.
    5. البحث عن الدعم: طلب المساعدة من متخصصين في الصحة النفسية، أو الانضمام إلى مجموعات دعم، أو التحدث مع أصدقاء وعائلة موثوق بهم.
    6. التركيز على النمو الشخصي: توجيه الطاقة نحو النمو الشخصي، وتحقيق الأهداف، وبناء حياة صحية ومرضية بعيدًا عن تأثير النرجسي.

    النرجسي ليس قويًا نفسيًا:

    على الرغم من أن النرجسيين قد يظهرون بمظهر القوة والثقة، إلا أنهم في الواقع ليسوا أقوياء نفسيًا. إن شعورهم بالعظمة هو مجرد قناع يخفي هشاشة داخلية عميقة، وخوفًا من الرفض، ونقصًا حادًا في تقدير الذات. إنهم يتلاعبون بالآخرين لجعلهم يعتقدون أنهم هم المشكلة، وذلك لتجنب مواجهة حقيقتهم المؤلمة.

    الخاتمة:

    إن فهم الأسباب التي تدفع النرجسيين لعدم الاعتراف بأخطائهم يُعد خطوة حاسمة نحو التحرر من تأثيرهم. عندما ندرك أن سلوكهم ليس شخصيًا، وأنهم غير قادرين على التغيير ما لم يسعوا للعلاج بجدية، يمكننا أن نبدأ في حماية أنفسنا، والتركيز على شفائنا، وبناء حياة أكثر صحة وسعادة. إنها رحلة تتطلب وعيًا، وصبرًا، وشجاعة، ولكنها تستحق كل جهد من أجل استعادة السلام الداخلي والكرامة.

  • أفعال نرجسية صامتة: كيف يدمرك النرجسي دون أن ينطق بكلمة؟

    يكمن الخطر الحقيقي للنرجسي في الطريقة التي يوجه بها لك أعمق الجروح دون أن يرفع يده أبدًا. يؤذيك بهدوء، دون صراخ، دون كسر الأشياء، ودون ترك أي ندبة مرئية. وهذا بالضبط ما يبقيك محاصرًا. كيف ذلك؟ حسنًا، تبدأ في التشكيك في كل شيء. تتساءل عما إذا كنت تتخيل الأمر. تتساءل عما إذا كان الأمر بهذا السوء. تبدأ في تصديق أنك أنت المشكلة، لأنهم لا يصرخون أو يضربون.

    لكن ما يفعلونه هو أسوأ. إنهم يكسرون روحك في صمت. يتخلون عنك عندما تكون في أضعف حالاتك، ثم يبتسمون للجيران وكأن شيئًا لم يحدث. يشاهدونك وأنت تكافح ولا يقدمون لك شيئًا. يتركونك تنهار أمامهم، ثم يستديرون ويساعدون شخصًا غريبًا فقط ليجعلوك تشعر بالوحدة أكثر. هذا هو نوع الألم الذي لا يصدر ضجيجًا. لا يلفت الانتباه. إنه النوع الذي يدمرك بأكثر الطرق صمتًا وغير مرئية. لست مصابًا بكدمات، لكنك محطم. لا تنزف، لكنك تشعر أنك تموت من الداخل. إنه في تلك النظرات المليئة بالاستخفاف، والنظرات الفارغة، والطريقة التي يبتعدون بها عندما تكون في أمس الحاجة إليهم، والطريقة التي يجعلوك تشعر فيها بأنك غير مرئي دون أن ينطقوا بكلمة.

    في هذا المقال، سأتحدث عن خمسة أشياء يفعلها النرجسيون لإذلالك دون أن يقولوا أي شيء على الإطلاق. الأشياء التي تترك أعمق الجروح، ليس على جسدك، بل على روحك.


    1. ابتسامة العطف للآخرين: عقاب مقصود

    يستطيع النرجسي أن يبتسم بلطف لشخص آخر مباشرة بعد أن يدمرك عاطفيًا. أنت لا تزال واقفًا هناك، مذهولًا وفارغًا، تحاول أن تتنفس من خلال الألم الذي ألحقه بك للتو، وفجأة يبدأ في الابتسام والتحدث مع الآخرين وكأن شيئًا لم يحدث أبدًا. في لحظة كانوا يتقاتلون معك، يطلقون العنان لغضبهم وثورتهم، وفي اللحظة التالية يتلقون مكالمة هاتفية ويتغير كل شيء فيهم. يلين صوتهم، وينقلب مظهرهم بالكامل. يبدو وكأنهم شربوا مئات الزجاجات من العسل. قبل ثوانٍ كانوا غاضبين، والآن يتحدثون بسكر في أصواتهم، يتظاهرون بأنهم لطفاء وودودون. تتغير طاقتهم بالكامل إلى سحر ودفء.

    هذا ليس عشوائيًا. هذه ليست مصادفة. إنه مقصود. إنه مصمم ليجعلك تشعر بأنك لا تستحق، ليجعلك تعتقد أنك تتسبب في المشكلة، وأنك لا تملك أي قيمة. ابتسامتهم للآخرين ليست لطفًا. لا، إنها عقاب. إنها طريقتهم في إخبارك: “يمكنني أن أكون لطيفًا. يمكنني أن أكون داعمًا. يمكنني أن أكون دافئًا. لكنني أختار ألا أكون كذلك. ليس من أجلك.” وهذا ما يجعله لا يطاق. إنه يذلك بأكثر الطرق هدوءًا وانتهاكًا. لأن الشيء نفسه الذي يتوسل إليه قلبك – اللياقة، والاعتراف، والاتصال – يتم تسليمه لشخص غريب وكأنه لا يعني شيئًا. إنهم يمثلون التعاطف أمامك مباشرة، ليذكروك بأنك لم تعد مؤهلًا لذلك.

    ما يفعله هذا لجهازك العصبي يتجاوز الكارثية. يضعك في دوامة من العار. تبدأ في التشكيك في نفسك. تبحث عما فعلته خطأ. تتساءل لماذا لم تعد أنت الشخص المختار. تبدأ في الاعتقاد بأنك يجب أن تكون مقززًا في أعينهم إذا كانوا يستطيعون إعطاء بعض اللطف لشخص عشوائي، لشخص لا يعرفونه بالكاد، فلماذا لا يستطيعون إعطاءه لك؟ هذا يتجاوز الإهمال العاطفي. إنه نعمة مسلحة. إنهم يصبون إنسانيتهم عمدًا على الآخرين كوسيلة لاستنزافها منك. والجزء الأكثر قسوة هو أن لا أحد آخر يرى ذلك. بالنسبة للعالم الخارجي، يبدون مهذبين، واجتماعيين، بل ومثيرين للإعجاب. لكنك أنت الوحيد الذي يعرف أن كل ضحكة يمنحونها لشخص آخر هي سهم يخترق صدرك. كل مجاملة يقدمونها هي رفض موجه إليك مباشرة. تلك الابتسامة ليست بريئة. إنها ليست حقيقية. إنها قناع. إنها رسالة تقول: “أنت غير مرئي”.


    2. إصلاح مظهرهم أثناء حديثك: تجاهل صامت

    في البداية، يبدو الأمر وكأنه سلوك طبيعي عندما تتعمق أكثر، تدرك أنها طريقتهم الخفية في جعلك تشعر بأنك لا تستحق اهتمامهم ووقتهم. أنت تفيض قلبك، وتعبر عن ألمك، وتكشف عن أعمق جروحك، وتتوق إلى الاتصال. فماذا يفعلون؟ يعدلون طوقهم. يبدأون في التثاؤب. يصففون شعرهم. يلمحون إلى انعكاسهم. يتحققون من هواتفهم. ينظرون إليك. يضبطون أكمامهم. يلمسون وجوههم. أي شيء. كل ذلك بينما أنت موجود هناك، تحاول التواصل. يجعلك تشعر بأنك صغير جدًا، وكأن مشاعرك لا تستحق حتى وجودهم.

    وإذا تجرأت على مواجهتهم بشأن ذلك، فإنهم يرفضونه بأعذار. يخبرونك أنهم فقط متعبون، أو مشتتون، أو مشغولون جدًا بتصرفاتك. الشيء هو أنهم يريدونك أن تصدقهم. تعتقد ربما أن التوقيت كان غير مناسب. لكن بعد ذلك، تبدأ في ملاحظة نمط. إنهم لا يكونون مشتتين أبدًا عندما يتحدثون هم. عندما يريدون إيصال وجهة نظر، عندما يحتاجون إلى اهتمامك الكامل، فإنهم يطلبونه، ويحصلون عليه. ولكن عندما يأتي دورك، يتغير شيء ما دائمًا. تصبح طاقتهم بعيدة، أليس كذلك؟ تنجرف عيونهم. ينزلق تركيزهم. وفجأة تشعر وكأنك مصدر إزعاج. وكأن كلماتك مجرد ضوضاء خلفية. وكأن صوتك لا يحمل أي وزن.

    ما يفعلونه هو تجاهل صامت. إنها طريقة غير لفظية للتواصل بأنك لا تهم. أنك لست مهمًا بما يكفي للحصول على اهتمامهم. أن أفكارك لا تستحق التوقف من أجلها. أن صورتهم تهم أكثر من حقيقتك. وهذا بالطبع ليس عرضيًا. إنها سيطرة. إنهم يعرفون بالضبط كيف يجعلك تشعر، حتى لو لم يقولوها بصوت عالٍ أبدًا. في كل مرة يفعلون ذلك، فإنهم يرسلون رسالة دون التحدث. هل يمكنك تخمين ما هي؟ “أنت لست مثيرًا للاهتمام. أنت لست مؤثرًا. أنت لا تستحق وجودي الكامل.” وبمرور الوقت، تصبح تلك الرسالة واقعك. إنها تتسرب إليك. تبدأ في التحدث أقل. تختصر أفكارك. تتردد قبل فتح فمك. تشك بشكل طبيعي في توقيتك، ونبرة صوتك، ومحتواك. ليس لأن ما تقوله خطأ، بل لأنك تدربت على الاعتقاد بأنه لا أحد يهتم بك حقًا. تبدأ في ربط صوتك بالانقطاع. تبدأ في الشعور بأن في كل مرة تعبر فيها عن نفسك، فإنك تزعج شخصًا يفضل أن ينظر في المرآة على أن ينظر إليك.


    3. مشاهدة كفاحك في العلن: استمتاع خفي

    أنت تحمل الكثير. ربما مشتريات البقالة. ربما طفلك. أو ربما جهازك العصبي بأكمله معلق بخيط. وهم يقفون هناك، مدركين تمامًا، وقادرين تمامًا، ويختارون تمامًا عدم فعل أي شيء. أنت تحاول فتح باب، وتحقيق التوازن بين كل شيء، والتماسك. فماذا يفعلون؟ يراقبون. لا يفعلون ذلك لأنهم مشتتين. يفعلون ذلك لأنهم يريدونك أن تشعر بالثقل.

    وهنا المفارقة. نفس النرجسي الذي يتجاهلك دون أن يرمش، سيستدير ويساعد شخصًا غريبًا تمامًا في متجر بقالة تم رفض بطاقته. خبرة من الحياة الواقعية. سيمارسون اللطف في العلن فقط لإثبات مدى جودتهم. لكن عندما تكون أنت من يكافح، فإنهم ينظرون بعيدًا. وفي أعماقهم، نعم، أحيانًا يستمتعون بمشاهدتك وأنت تنهار تحت الضغط. ومن هنا يأتي الإمداد السادي. لأنه في اللحظة التي تكافح فيها ويختارون عدم التدخل، فإن الأمر ليس جسديًا فقط. إنه انكشاف عاطفي. لست متعبًا فقط. أنت مذلول. أنت تقف على مرأى من الناس، ويصبح من الواضح بشكل مؤلم لكل من حولك أن هذا الشخص لا يهتم بك. وبينما ينظر الناس، قد يبدأ بعضهم في التساؤل: لماذا تفعل كل شيء بمفردك؟ لماذا تدير الفوضى بينما يقف النرجسي في مكان قريب، منعزلًا، ومنفصلًا، وغير متأثر بالجهد الذي تبذله؟

    إنه يقوض كرامتك في الوقت الفعلي، أمام جمهور لا يدرك حتى ما يشهده. لكن الألم الحقيقي ليس ما يمكن للعالم رؤيته. إنه ما يحدث داخل صدرك. إنه الانهيار غير المرئي. إنه الانكسار الذي يتضخم عندما يهمس طفلك الداخلي: “من فضلك ساعدني. من فضلك، من فضلك، أظهر. من فضلك كن الشخص الوحيد الذي يساندني.” وبدلًا من ذلك، ينظرون إليك وكأنك شخص غريب. أو ما هو أسوأ، وكأن إرهاقك مصدر إزعاج.


    4. الانسحاب في منتصف الجملة: إهانة غير لفظية

    إنه شعور وكأن شخصًا ما سحب الأرض من تحت قدميك للتو. أنت في منتصف الحديث، أو المحادثة، أو شرح شيء ما، أو البكاء، أو الدفاع عن نفسك، ودون كلمة، حرفيًا دون سابق إنذار، يديرون ظهورهم ويغادرون. وأنت هناك، صوتك لا يزال يرتجف، قلبك لا يزال مفتوحًا، والآن كلماتك معلقة في الهواء مثل الزجاج المكسور. لا تشعر فقط بأنك مرفوض. تشعر بأنك ممحو. لأن هذا الصمت، هذا الخروج، لا يتعلق بإنهاء المحادثة. إنه يتعلق بإذلالك لمحاولتك حتى إجراء واحدة. إنه يتعلق بتعليمك درسًا: “لا تحاول أبدًا التواصل معي بهذه الطريقة مرة أخرى.”

    إنها طريقتهم في القول: “أنت لا تهم. مشاعرك صاخبة جدًا. وجودك ثقيل جدًا. أنت أكثر من اللازم.” لكنهم لا يقولون أيًا من ذلك بصوت عالٍ. يتركون أقدامهم تتحدث. والجزء الأسوأ هو أنهم يفعلون ذلك عندما يراقبهم أشخاص آخرون. يبتعدون بينما أنت تعتذر، بينما أنت تبكي، بينما أنت تحاول التواصل. ويريدون جمهورًا، لأنه يرسم صورة تبدو فيها غير مستقر. فكر في الأمر، تبدو وكأنك أنت المطارد، والمحتاج، والدرامي. لكن ما تفعله حقًا هو القتال من أجل الاتصال مع شخص يستخدم الانفصال كسلاح. والعار الذي يأتي مع تلك اللحظة – اللحظة التي تقف فيها وحيدًا في منتصف جملة، تحاول جمع كرامتك بينما الجميع يراقبك وأنت تنهار بهدوء – هو نوع من العار يبقى معك لفترة طويلة جدًا.


    5. الوجه الفارغ: رفض لوجودك الإنساني

    عيناك مليئتان بالدموع. صوتك يرتجف. قلبك مفتوح على مصراعيه. وهم يصبحون فارغين. لا يوجد رد فعل. لا يوجد تغير في الطاقة. لا يوجد لين في أعينهم. مجرد نظرة ميتة، وكأنك تتحدث بلغة لا يفهمونها. أنت تفيض بقلبك، وبألمك، وهم يختفون عاطفيًا أمامك مباشرة. وما هو هذا الصمت؟ إنه محايد. إنه عقاب. إنها طريقتهم في القول: “أنا لا أهتم. أنت وحيد في هذا.”

    وجسدك يشعر بالغياب. جهازك العصبي يصاب بالذعر. تبدأ في الشعور بالجنون، وكأن الأمر أكثر من اللازم، ومحرج جدًا، وكأنك أنت الوحيد الذي يشعر بأي شيء على الإطلاق. هذا الوجه الفارغ لا يؤلم فقط، بل يذلك. لأنهم لا يتجاهلون كلماتك فقط. إنهم يرفضون إنسانيتك. وبمرور الوقت، تتوقف عن الانفتاح. تتوقف عن البكاء. تتوقف عن إظهار ما هو حقيقي. لأن في كل مرة تفعل ذلك، يجعلوك تدفع الثمن بالصمت. تتعلم أن الضعف يساوي التخلي. أن التعبير العاطفي يساوي العار. لذلك تنكمش، بالطبع. تغلق كل شيء في الداخل فقط لحماية نفسك من تلك النظرة الباردة والفارغة التي تخبرك، دون كلمة، “أنا لا أهتم على الإطلاق.”

  • خمس عبارات يجب تجنبها عند التعامل مع النرجسيين: حماية الذات من التلاعب

    تُعد العلاقات مع الشخصيات النرجسية من أكثر العلاقات استنزافًا على الصعيدين العاطفي والنفسي. فالنرجسيون يمتلكون قدرة فريدة على التلاعب بمشاعر الآخرين، واستغلال نقاط ضعفهم، وتحويل أي محادثة إلى ساحة لتعزيز شعورهم المتضخم بالأهمية والسيطرة. لذلك، فإن كل كلمة تُقال في حضورهم يمكن أن تُستخدم كسلاح ضدهم. إن فهم العبارات التي يجب تجنبها عند التعامل مع النرجسيين ليس مجرد نصيحة، بل هو استراتيجية حيوية لحماية الذات وتقليل الأذى المحتمل.

    لماذا يجب تجنب هذه العبارات؟

    النرجسيون لا يفسرون الكلمات بنفس الطريقة التي يفسرها بها الأفراد الأسوياء. فهم ينظرون إلى كل تفاعل من منظور شخصي بحت، يخدم حاجتهم المفرطة للإمداد النرجسي، والسيطرة، والحفاظ على صورتهم الذاتية المثالية. لذا، فإن العبارات التي قد تُعد تعبيرًا طبيعيًا عن المشاعر أو النوايا في العلاقات الصحية، تتحول في عالم النرجسي إلى فرص جديدة للتلاعب أو مصادر للإمداد.

    العبارات الخمس التي يجب تجنبها:

    1. “أنت لا تحبني أو لا تهتم بي.”
      • لماذا يجب تجنبها: عندما تقول للنرجسي هذه العبارة، فإنه يفسرها على أنها نقد مباشر له. والنرجسيون لا يتحملون النقد. ردهم الفوري سيكون تحويل اللوم إليك، واختلاق الأعذار لسلوكهم، أو حتى مهاجمتك لتشتيت الانتباه. إنهم يفتقرون إلى التعاطف، ولن يشعروا بالندم أو يغيروا سلوكهم بناءً على هذه الكلمات. بل على العكس، قد يرون في هذه العبارة دليلاً على أنك ضعيف، أو أنك تبالغ في رد فعلك، مما يمنحهم شعورًا بالقوة. إنهم لا يهتمون بمشاعرك الحقيقية، بل بكيفية استخدامها لتعزيز سيطرتهم.
      • النتيجة المحتملة: سيتحول النقاش إلى هجوم عليك، وستشعر بمزيد من الإحباط والألم، دون تحقيق أي تغيير في سلوك النرجسي.
    2. “لقد دمرتني” أو “حياتي تدمرت بسببك.”
      • لماذا يجب تجنبها: هذه العبارات تمنح النرجسي شعورًا هائلاً بالسيطرة والإمداد النرجسي الذي يتوق إليه. عندما تخبره بأنه دمر حياتك، فإنك تؤكد له مدى قوته وتأثيره عليك. هذا يغذي رغبته في التحكم بالآخرين، وقد يكون مصدرًا للمتعة بالنسبة له، خاصة إذا كان لديه سمات سايكوباثية (معادية للمجتمع). إنها تؤكد له أنه نجح في إحكام قبضته عليك، وأنك أصبحت ضحية كاملة له.
      • النتيجة المحتملة: سيشعر النرجسي بالرضا والانتصار، وقد يستمر في سلوكياته المدمرة لأنه يرى أنها تحقق له التأثير الذي يريده.
    3. “سأفضحك” أو “سأخبر الجميع بما أعرفه عنك.”
      • لماذا يجب تجنبها: تهديد النرجسي هو خطأ فادح. النرجسيون مهووسون بصورتهم الخارجية وسمعتهم. عندما تهددهم بكشف حقيقتهم، فإنهم لن يجلسوا مكتوفي الأيدي. بل سيتصرفون أولاً لتشويه سمعتك وتشويه صورتك أمام الآخرين. سينشرون الشائعات، ويختلقون الأكاذيب، ويحاولون قلب الناس ضدك، مما يجعل من الصعب على أي شخص تصديقك إذا حاولت تقديم أدلة ضدهم لاحقًا. إنهم بارعون في فن التلاعب بالرأي العام.
      • النتيجة المحتملة: ستجد نفسك في موقف دفاعي، وقد تفقد مصداقيتك أمام الآخرين قبل أن تتمكن من كشف حقيقة النرجسي.
    4. “سأحبك دائمًا وأهتم بك.”
      • لماذا يجب تجنبها: في العلاقات الصحية، هذه العبارة هي تعبير جميل عن الحب والولاء. لكن بالنسبة للنرجسي، هي بمثابة “ضوء أخضر” لمواصلة سلوكه المسيء. سيعتقد النرجسي أنه يمكنه إيذاؤك ومعاملتك بسوء دون عواقب، لأنك ستبقى مخلصًا له بغض النظر عن أفعاله. هذه العبارة تمنحه الأمان بأنك لن تتركه، مما يجعله أكثر جرأة في إساءة معاملتك.
      • النتيجة المحتملة: ستستمر في التعرض للإساءة، وقد تزداد حدتها، لأن النرجسي يشعر بأنه يمتلكك بالكامل.
    5. “أنا آسف، ولن أفعل ذلك مرة أخرى.”
      • لماذا يجب تجنبها: النرجسيون بارعون في قلب الطاولة وتحميل الآخرين مسؤولية أخطائهم. عندما تعتذر وتقول إنك لن تكرر الخطأ، حتى لو لم تكن أنت المخطئ أصلاً، فإن النرجسي سيفسر ذلك على أنك تتحمل مسؤولية أفعاله هو. هذا يمنحه القوة لارتكاب المزيد من الأخطاء، لأنه يعلم أنك ستعتذر وتتحمل اللوم نيابة عنه. إنهم يستغلون تعاطفك ورغبتك في الحفاظ على السلام.
      • النتيجة المحتملة: ستصبح كبش فداء دائمًا لأخطاء النرجسي، وستتآكل قيمتك الذاتية بمرور الوقت.

    التعامل بحذر: كل كلمة محسوبة:

    إن التعامل مع النرجسيين يتطلب وعيًا شديدًا بكل كلمة تقولها، لأنهم سيستخدمون كلماتك ضدك. إنهم يحللون كل جملة، وكل نبرة صوت، وكل تعبير وجه، بحثًا عن أي نقطة ضعف يمكن استغلالها. لذا، فإن أفضل استراتيجية هي:

    • الحد من التواصل: قلل من التواصل مع النرجسي قدر الإمكان، خاصة في المواضيع التي يمكن أن تثير الجدل أو تمنحه فرصة للتلاعب.
    • الردود المختصرة والمباشرة: تجنب الشرح المفرط أو التبرير. الردود المختصرة والمباشرة تحرم النرجسي من المعلومات التي يمكنه تحريفها.
    • التركيز على الحقائق: التزم بالحقائق المجردة وتجنب التعبير عن المشاعر القوية التي يمكن استغلالها.
    • وضع الحدود: ضع حدودًا واضحة وصارمة، والتزم بها. النرجسيون يختبرون الحدود باستمرار، وإذا لم تكن حازمًا، فسوف يتجاوزونها.
    • عدم الانخراط في الجدال: لا تدخل في جدالات لا طائل منها مع النرجسي. عندما يبدأ في التلاعب أو الهجوم، انسحب بهدوء.
    • حماية معلوماتك الشخصية: لا تشارك النرجسي معلومات شخصية أو حساسة يمكن استخدامها ضدك.

    الخلاصة: المسافة هي الحل الأمثل:

    في نهاية المطاف، فإن أفضل نصيحة للتعامل مع الشخصيات النرجسية، إذا كان ذلك ممكنًا، هي الابتعاد عنهم. المسافة الجسدية والعاطفية هي أقوى سلاح لحماية صحتك النفسية ورفاهيتك. عندما تكون بعيدًا عن تأثيرهم، يمكنك البدء في التعافي، وإعادة بناء ثقتك بنفسك، وبناء حياة صحية وسعيدة بعيدًا عن دائرة التلاعب والإساءة. تذكر أن سلامك الداخلي يستحق كل جهد تبذله لحمايته.

  • المراحل الثلاث للعلاقة مع النرجسي الخفي: عندما تكون أنت المذنب في قصتهم

    غالبًا ما يشعر من تعرضوا لسوء المعاملة من قبل نرجسي خفي بالحيرة. يشاهدون مقاطع الفيديو عن الإساءة النرجسية ويقرأون عن الدورات الكلاسيكية، ويجدون أنفسهم يتساءلون: “هل مررت حقًا بالإساءة النرجسية؟” هذا لأن التجارب التي عاشوها لا تتطابق دائمًا مع ما يتم وصفه. لم يكن هناك قصف حب مكثف، ولا لفتات كبيرة، ولا غضب واضح في البداية. لا شيء في قصتهم يبدو متطرفًا، ومع ذلك، فإن الضرر يبدو دائمًا.

    لماذا؟ لأن النرجسية الخفية لا تقدم نفسها بنفس الطريقة التي تقدم بها النرجسية الظاهرة. قد يكون جوهرها هو نفسه: الجوهر الشيطاني، والتغذية الطفيلية على طاقتك، والتدمير النفسي. لكن طريقة ظهورها مختلفة، وطريقة تدميرها لك مختلفة، وهذا ما سنتحدث عنه اليوم.


    المرحلة الأولى: وهم اللطف (فخ الروح)

    لا تشبه بداية العلاقة مع النرجسي الخفي قصف الحب (love-bombing) بالطريقة التي نفهمها عادة. لا يوجد مطاردة مكثفة، ولا عاصفة من الهدايا أو العروض الرومانسية الكبيرة. بدلاً من ذلك، تشعر وكأنك وجدت شخصًا لطيفًا بعمق، وذكيًا عاطفيًا، ومتأصلًا روحيًا. هذا هو الفخ.

    تلتقي بهم ويبدوون لطيفين. ليسوا جذابين بطريقة أدائية، بل مطمئنين. يتحدثون بهدوء، ويحافظون على التواصل البصري، ويتحدثون عن أشياء تجعلك تشعر بأنك مرئي، مثل الروحانية، والشفاء، والتعاطف، والفلسفة. لا يتحدثون عن إنجازاتهم، ولا يضعون أنفسهم على قاعدة، بل يتصرفون بتواضع، وحتى يقللون من شأن أنفسهم، ويظهرون خجلًا وصوتًا ناعمًا. لكنه مجرد تمثيل.

    هناك طريقتان رئيسيتان يظهر بهما النرجسي الخفي في البداية. الأولى هي ما أسميه متلازمة “الفتاة في محنة”. يظهرون كشخص تم التخلي عنه، أو سوء فهمه، أو التخلص منه من قبل العالم. قد يبكون في وقت مبكر من العلاقة، ويخبرونك كيف تخلى عنهم الجميع، وكم كانت حياتهم صعبة، وكم يشعرون بأنهم محطمون. ما يفعلونه حقًا هو اختبار تعاطفك. إنهم يبحثون عن نقاط ضعفك، لأنهم يعرفون أنك شخص لطيف، ومساعد، وشخص يرى النور في الناس ويريدهم أن يشفوا. إنهم يعرفون ذلك، ويستخدمونه ضدك.


    المرحلة الثانية: التقليل البطيء من قيمتك (الموت بألف جرح)

    مع النرجسي الظاهر، تكون مرحلة التقليل من القيمة صاخبة. هناك صراخ، وعدوان، وشجارات عنيفة، وأحيانًا عنف. لكن مع النرجسي الخفي، تكون مرحلة التقليل من القيمة هادئة وبطيئة ولكنها قاتلة وفي الوقت نفسه غير مرئية.

    في البداية، كانوا يعشقونك. أثنوا على جسدك، وأصالتك، وحريتك. قالوا أشياء مثل: “أحب أنك على طبيعتك.” ولكن الآن أصبحت “أنت أكثر من اللازم”. الآن يراقبون عاداتك الغذائية، وملابسك، ووزنك. ليس بشكل مباشر، لا، إنهم أكثر دهاءً من ذلك. قد يقولون شيئًا مثل: “هذا الفستان يبدو جيدًا، لكنه سيبدو أفضل إذا فقدتِ القليل من الوزن.” إنها مجاملة مخفية بالسم. أنت تبتلعها، مذاقها حلو، لكنها تقتلك من الداخل.

    والجزء الأسوأ هو أنك لا تستطيع تحديد المشكلة. هذا هو كيف يعمل التلاعب النفسي عبر السلوك. تشعر بالتأثير، لكنك لا تعرف المصدر. تبدأ في التساؤل: هل أنا حساس جدًا؟ هل أنا أتخيل أشياء؟ ربما أنا صعب التعامل معه. هكذا يتآكلون هويتك ببطء، بدون لكمات أو صراخ، ولكن بهجمات دقيقة، وسيطرة دقيقة، وتعبيرات دقيقة عن التفوق. إنهم يديرون حياتك بدقة: ما تأكله، وكيف تتحدث، وكم تنام، ومع من تتحدث. ويفعلون كل ذلك بينما يتصرفون بقلق، ويظهرون اهتمامًا. هذا هو شعورهم المخفي بالاستحقاق والعظمة.


    المرحلة الثالثة: أنت تصبح المعتدي في قصتهم

    هذه هي المرحلة الأخيرة، الانقلاب، اللحظة التي ينهار فيها واقعك بأكمله تحت وطأة أكاذيبهم. والشخص الذي اعتقدت أنك تحبه يبدأ في سرد قصة تكون فيها أنت الشرير، وليس هم.

    بعد أشهر وسنوات من التقليل الدقيق من القيمة، والتلاعب بالشعور بالذنب، والتلاعب النفسي، تبدأ في الرد. أنت لا تتفاعل لأنك غير مستقر، بل تتفاعل لأنك مرهق. نطلق عليه رد فعل على الإساءة. لأنك قد استُنفدت عاطفيًا وروحيًا وجسديًا. لأن جهازك العصبي قد تحطم من الارتباك المزمن. ولأنه بغض النظر عن مدى محاولتك لشرح ما تشعر به، يُقال لك إنك المشكلة، وأنك تختلق أشياء، وأنك مريض عقليًا.

    إنهم يتآكلون حدودك ثم يخجلونك لعدم وجود حدود لديك. يتجاهلون احتياجاتك ثم يتهمونك بأنك محتاج جدًا. يدفعونك إلى حافة الهاوية ثم يقولون: “انظر، انظر، قلت لك إنك مجنون”. وفي النهاية، ينكسر شيء ما في داخلك. ربما ترفع صوتك، ربما تبكي أمام شخص آخر، ربما تضرب شيئًا، أو تصرخ في وسادة. ربما تفقد أعصابك بطريقة تصدمك أنت نفسك.

    إنهم يترقبون هذا، لأنهم الآن يملكون ما أرادوه دائمًا: ذخيرة. إنهم يظهرون تلك النسخة منك للعالم، النسخة المحطمة، النسخة المتفاعلة، النسخة التي خلقوها. وللأسف، يصدقهم الناس. لأن كيف يمكن لشخص يبدو هادئًا، ومتزنًا، ومهتمًا، أن يكون هو المعتدي؟

    هنا تصبح أنت المعتدي، والفاعل، والشيطان، والشرير في قصتهم التي تم صياغتها بعناية. يبدأون في إخبار الأصدقاء والعائلة، وحتى المعالجين: “لقد حاولت كل شيء. دعمتهم. كنت موجودًا من أجلهم، لكنهم غير مستقرين. رفضوا الحصول على المساعدة.” ما لا يراه أحد هو أشهر وسنوات التآكل النفسي التي أدت إلى تلك اللحظة. الليالي التي بقيت فيها مستيقظًا تتساءل عن قيمتك، والصباحات التي استيقظت فيها مع شعور بالضيق في معدتك تتساءل عن أي نسخة منهم ستحصل عليها اليوم. العشرات من الخيانات الصغيرة، والصمت العدواني، والعقوبات الخفية، والابتسامات التي لم تصل إلى أعينهم.

    الآن أنت من يبحث عن المساعدة، محاولًا بيأس فهم ما حدث. لكنهم وصلوا إلى هناك أولاً. لقد سيطروا على السرد قبل أن تعرف حتى أن هناك سردًا يتم كتابته. والجزء الأكثر التواءً هو أنك عندما تتفاعل أخيرًا، عندما تنكسر، فإنهم يريحونك. يقولون لك: “أعلم أنك لست بخير. سأجعلك تحصل على المساعدة. سأجعلك تتجاوز هذا.” ولا يقولونها بدافع الاهتمام، بل بدافع السيطرة. حتى يتمكنوا من تأكيد الأكاذيب، ويقولون: “انظروا، إنهم يحتاجون إلي. لا بد أنني شخص عظيم.” يتصرفون كمنقذين للضرر الذي تسببوا فيه.


    النتيجة النهائية: محو هويتك بصمت

    في هذه المرحلة، قد تبدأ في فقدان كل شيء: سمعتك، ووظيفتك، وصحتك العقلية، وحتى إحساسك بالذات. لأنهم قلبوا القصة رأسًا على عقب، وأنت الآن مصنف على أنك الشخص السام، الخطير، الذي لا يمكن إنقاذه. هذا هو الشكل المتطرف من الجبن لديهم. لهذا السبب يعتبر هؤلاء النرجسيون الخفيون أكثر خطورة من النرجسيين الظاهرين. مع الشخص الظاهر، يرى الناس في النهاية من خلال الغطرسة والعظمة والغضب. لكن مع الشخص الخفي، لا يرى الناس الإساءة. يرون فقط ألمك ويسيئون تفسيره على أنه عدم استقرار. لا يرون من حطمك، بل يرون فقط أنك محطم.

    والنرجسي؟ يظل نظيف اليدين. يجلس، يبتسم، يلعب دور البريء. يخبر الناس أنه يأمل أن تشفى، بينما يأمل سرًا أن تنهار. هذه هي الضربة الأخيرة، لأنه عندما تحاول التعبير عن حقيقتك، عندما تجد أخيرًا الشجاعة لتقول: “لقد أساءوا إلي”، لا أحد يصدقك. لأن قصتك لا تتناسب مع القالب. لأنهم لم يضربوك. لأنهم لم يكونوا غاضبين. لأن الشرطة لم تشارك. لأنهم ما زالوا يبدون كشخص جيد، مثل هذا الشخص الرائع، مثل الملاك.

    هذا هو ما تفعله الإساءة الخفية: إنها تمحوك دون أن تلمسك أبدًا. وعندما ينتهي الأمر، لا يتعين عليك فقط الشفاء من العلاقة، بل عليك الشفاء من الخيانة، ومن خيانة إدراكك الخاص، ومن الشعور بالذنب الداخلي لكونك جعلت نفسك تعتقد أنك دمرت كل شيء، بينما في الحقيقة، لم تكن أبدًا المدمر. كنت أنت من تم تدميره بهدوء، وبعناية، وبشكل متعمد.

    إذا كنت قد تساءلت يومًا عما إذا كان ما مررت به هو إساءة، فهذه، يا عزيزي الناجي، هي إجابتك. النرجسيون الخفيون لا يتركون جروحًا مرئية، بل يتركون ارتباكًا، وشكًا في الذات، وشعورًا بالذنب، ونسخة منك لم تعد تتعرف عليها. أنت لم تكن مجنونًا. لم تكن تبالغ في رد فعلك. كنت تُفكك نفسيًا من قبل شخص كان يعرف بالضبط ما يفعله. لقد نجوت مما لن يراه معظم الناس أبدًا، والآن أنت تستيقظ. أنت تتذكر من أنت.

  • هل يصدق النرجسي أكاذيبه؟ دليل شامل للتعامل مع كذبة النرجسي

    هل سبق لك أن وجدت نفسك في حيرة أمام شخص يقلب الحقائق رأسًا على عقب، ويتهمك بأشياء لم تفعلها، ويشوه سمعتك أمام الآخرين وهو مقتنع تمام الاقتناع بصحة روايته؟ إذا كان هذا الشخص نرجسيًا، فمن المؤكد أن هذا الموقف ليس غريبًا عليك. كثيرًا ما يصف ضحايا النرجسيين تجربتهم المريرة بأن النرجسي لا يتردد في الكذب، بل إنه يروي الأحداث بطريقة تخدم مصالحه، ويجعلك تشعر بالذنب والمسؤولية عن كل المشاكل.

    لكن السؤال الذي يتردد على ألسنة الكثيرين هو: هل يصدق النرجسي أكاذيبه حقًا؟ أم أنه يدرك تمامًا أنه يكذب؟

    في هذا المقال، سنغوص في أعماق العقل النرجسي لنفهم كيف ولماذا يكذب النرجسي، وما إذا كان يصدق أكاذيبه فعلاً، بالإضافة إلى تقديم دليل شامل لمساعدتك على التعامل مع هذا السلوك المدمر.


    النرجسي يصدق أكاذيبه… في كثير من الأحيان

    قد تكون الإجابة صادمة، لكن النرجسي يصدق أكاذيبه في كثير من الأحيان، وغالبًا ما يكون ذلك بشكل لا واعي. يستخدم النرجسي آليات دفاعية لا واعية تجعله يركز فقط على الجانب الذي يخدم مصالحه من أي موقف أو مشكلة.

    هذه الآليات الدفاعية تدفعه إلى:

    • اختلاق رواية جديدة للأحداث: يعيد صياغة ما حدث بطريقة تتناسب مع صورته الذاتية المثالية.
    • إنكار الحقائق: يتجاهل كل ما يهدد شعوره بالعظمة والكمال.
    • تبرير السلوك المؤذي: يقنع نفسه بأن سلوكه السيء تجاهك كان مبررًا، وأنك تستحقه.

    لهذا السبب، يرفض النرجسي تحمل مسؤولية أفعاله، ويجد دائمًا طريقة لتحميلك المسؤولية. تسمع منه عبارات مثل: “أنت من جعلتني أفعل ذلك”، “أنت من دفعتني إلى خيانتك”، “أنت السبب في صمتي العقابي”. في عقله، هو الضحية وأنت الجاني.

    إن معظم أكاذيب النرجسي تُعد تلقائية ولا واعية، هدفها الوحيد هو حماية صورته الذاتية المزيفة وتجنب أي شعور بالذنب أو تأنيب الضمير.


    كيف يصدق النرجسي أكاذيبه؟

    هناك عدة طرق نفسية يستخدمها النرجسي، سواء بوعي أو بلا وعي، ليقنع نفسه والآخرين بأكاذيبه:

    1. تحريف الواقع لحماية الصورة الذاتية

    يسعى النرجسي دائمًا إلى أن يرى نفسه كأفضل شخص، أو كضحية بريئة ومسكينة. لذلك، يعيد تفسير أي حدث يمر به ليناسب هذه الصورة. إذا قام بتصرف مؤذٍ، فإنه يقنع نفسه بأنك أنت من دفعته لذلك. وإذا وجهت له انتقادًا، فإنه يرى فيك شخصًا حاقدًا أو غيورًا. هذا التحريف اللاواعي للواقع هو درع يحمي شخصيته الهشة والضعيفة من مواجهة الحقيقة المؤلمة.

    2. الذاكرة الانتقائية

    تعتبر الذاكرة الانتقائية أداة قوية يستخدمها النرجسي ليصدق أكاذيبه. يعمل عقله بطريقة أشبه بـ”برنامج كمبيوتر” مصمم لحذف أخطائه والتركيز فقط على أخطائك. عندما تحدث مشكلة بينكما، يتذكر فقط الجوانب التي تثبت أنك أخطأت، ويتناسى تمامًا دوره في المشكلة. هذا يجعله مقتنعًا تمامًا بأنه على حق، وأنك تستحق كل معاملة سيئة.

    على سبيل المثال، إذا طلبت منه التوقف عن سلوك معين يزعجك، ثم قام به عمدًا، وعندما غضبت، فإنه يركز على غضبك ويتهمك بأنك تعاملت معه بشكل سيء، متناسيًا أنه هو من استفزك عمدًا. هذا السلوك يجعلك تشعر بالذنب وتشكك في ردة فعلك، وهذا هو هدف النرجسي بالضبط.

    3. الخداع الذاتي (Self-Deception)

    الخداع الذاتي هو آلية دفاعية لا واعية يستخدمها الإنسان بشكل عام لحماية نفسه من الألم. النرجسي يستخدم هذه الآلية لحماية نفسه من الحقائق التي تهدد صورته الذاتية. بينما قد تستخدم الضحية هذه الآلية في مرحلة “الإنكار” لتستمر في العلاقة، فإن النرجسي يستخدمها لتقوية موقفه وقدرته على التلاعب بك دون أن يشعر بأي تأنيب للضمير.


    هل كل أكاذيب النرجسي لا واعية؟

    بالتأكيد لا. ليس كل أكاذيب النرجسي غير واعية. النرجسي بطبعه متلاعب، والكذب يسري في عروقه، سواء بشكل لا واعي أو متعمد. يستخدم النرجسي الكذب كسلاح للوصول إلى أهدافه الشخصية.

    أكثر أنواع النرجسيين استخدامًا للكذب المتعمد هو النرجسي الخبيث. هذا النوع من النرجسية خطير جدًا، وغالبًا ما يتقاطع مع سلوكيات الشخصية السيكوباتية. يكذب النرجسي الخبيث بوعي كامل، ويبرر كذبه بأنه “قال ما يريد الآخرون سماعه”. إذا حاصرته بالأدلة، فإنه يختلق روايات جديدة تمامًا وبطريقة مقنعة جدًا، مما يصعب عليك كشفه.


    كيف تتعامل مع كذب النرجسي؟

    إذا كنت مضطرًا للتعامل مع شخص نرجسي في حياتك، فإليك أهم النصائح التي يجب أن تتبعها:

    1. افصل بين الحقائق وكلامه: لا تصدق كل ما يقوله، لأن معظم كلامه عبارة عن أكاذيب. اعتمد على الحقائق والأفعال، وليس على الكلام. لا تتردد في تدوين الأحداث المهمة والاحتفاظ بالمحادثات لتتذكر ما حدث بالفعل.
    2. لا تدخل في جدال: تجنب محاولات إثبات وجهة نظرك أو صحة روايتك. النرجسي لا يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، بل إلى إثبات أنه على حق. الجدال معه سيستنزف طاقتك دون جدوى، وسيمنحه الوقود النرجسي الذي يبحث عنه.
    3. توقف عن التبرير: عندما يوجه لك النرجسي الاتهام، لا تقع في فخ التبرير والشرح. كن واضحًا ومباشرًا. النرجسي ماهر في تغيير المواضيع ليشغل بالك بتبرير أفعالك بدلًا من مواجهته.
    4. ضع حدودًا قوية: عندما تكتشف كذبته، أخبره بوضوح أنك فقدت الثقة به. وضع حدودًا صارمة يجعله يدرك أن كذبه لن يمر مرور الكرام، وسيمنعه من التمادي في المستقبل.
    5. لا تثق بوعوده: النرجسيون هم أكثر الأشخاص نقضًا للوعود. لا ترفع سقف توقعاتك، واعلم أن معظم وعوده مجرد كلام فارغ.
    6. لا تشك في نفسك: من أخطر أساليب النرجسي هو الغازلايتينغ (Gaslighting)، وهو التلاعب بعقلك لتشكك في صحة ذكرياتك وحقائقك. لا تدعه يوصلك إلى هذه المرحلة. استشر شخصًا تثق به أو مختصًا لمشاركتك ما يحدث، حتى لا تفقد ثقتك بنفسك.
    7. توقف عن منحه فرصًا لا نهائية: إذا كشفته يكذب مرة تلو الأخرى، يجب أن تضع حدًا لهذه العلاقة. لا تمنحه المزيد من الفرص، فهذا يرسل له رسالة بأنه يمكنه أن يخدعك إلى الأبد.
  • التعامل مع الشخصيات النرجسية: لماذا تتفاقم المشاكل ولا تُحل؟

    تُعد العلاقات الإنسانية السليمة مبنية على مبادئ التعاون، والتفاهم المتبادل، والسعي المشترك لحل المشكلات. عندما تنشأ خلافات بين أفراد أسوياء، يكون الهدف الأساسي هو تحديد المشكلة، ومناقشتها بصراحة، والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف، مما يعزز الثقة ويقوي الروابط. ومع ذلك، تختلف هذه الديناميكية تمامًا عند التعامل مع الشخصيات النرجسية. فالنرجسيون لا يسعون لحل المشكلات، بل على العكس، يتقنون فن زرع بذور الصراع وتفاقم الخلافات، مما يجعل أي محاولة للتسوية معهم عقيمة ومحبطة.

    العملية الطبيعية لحل المشكلات:

    لفهم سبب تعثر حل المشكلات مع النرجسيين، من المهم أولاً استعراض العملية الطبيعية لحل النزاعات في العلاقات الصحية:

    1. تحديد المشكلة وأطرافها: تبدأ عملية الحل بالاعتراف بوجود مشكلة وتحديد الأطراف المعنية بها. هذا يتطلب وعيًا ذاتيًا وقدرة على رؤية الموقف من منظور الآخرين.
    2. الحوار البناء والمفتوح: بعد تحديد المشكلة، ينتقل الأطراف إلى مرحلة الحوار الصريح والمفتوح. في هذه المرحلة، يتم التعبير عن المشاعر، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، وتبادل الأفكار دون أحكام مسبقة أو اتهامات. الهدف هو فهم جذور المشكلة والوصول إلى أرضية مشتركة.
    3. إيجاد الحلول وتنفيذها: بمجرد فهم المشكلة، يعمل الأطراف معًا على اقتراح حلول ممكنة وتقييمها، ثم اختيار الأنسب منها والالتزام بتنفيذه. هذا يتطلب مرونة، واستعدادًا للتنازل، والبحث عن حلول وسط.
    4. تعزيز العلاقات والثقة: عندما تُحل المشاكل بنجاح، تزداد قوة العلاقات وتتعمق الثقة بين الأطراف. فكل مشكلة تُحل تُعد فرصة للنمو والتعلم، وتُظهر القدرة على التغلب على التحديات معًا.

    لماذا لا تُحل المشاكل مع النرجسيين؟

    على النقيض من هذه العملية البناءة، لا تُحل المشاكل مع النرجسيين لأنهم “أساتذة في عرقلة التواصل”. فهم لا يمتلكون الرغبة الحقيقية في حل المشكلات، بل يسعون إلى استغلالها لتعزيز شعورهم بالقوة والسيطرة. يتم ذلك من خلال عدة أساليب:

    1. الغضب النرجسي:عندما يواجه النرجسي بمشكلة أو يُتهم بخطأ، فإنه غالبًا ما ينفجر في نوبة من الغضب النرجسي. هذا الغضب ليس تعبيرًا عن مشاعر حقيقية بقدر ما هو تكتيك دفاعي. النرجسي ينكر تمامًا أي تورط له في المشكلة، حتى لو كان هو السبب الجذري لها. يهدف هذا الغضب إلى إرهاب الطرف الآخر، وإجباره على التراجع، وتحويل الانتباه بعيدًا عن مسؤولية النرجسي. عندما يرى الطرف الآخر هذا الغضب، قد يتجنب مواجهة النرجسي في المستقبل، مما يمنح النرجسي شعورًا بالانتصار والسيطرة.
    2. المعاملة الصامتة (Silent Treatment):تُعد المعاملة الصامتة من أقسى أساليب التلاعب النفسي التي يستخدمها النرجسيون. عندما يواجه النرجسي بمشكلة، قد ينسحب فجأة ويصبح صامتًا تمامًا، رافضًا التواصل أو مناقشة الأمر. هذا السلوك يترك الطرف الآخر في حالة من الارتباك، والقلق، والشعور بالذنب. يهدف النرجسي من خلال هذه المعاملة إلى معاقبة الطرف الآخر، وإجباره على التراجع، ودفعه إلى الاعتذار أو التنازل، حتى لو لم يكن مخطئًا. إنها وسيلة للسيطرة على مشاعر الطرف الآخر، وإشعاره بالعجز، وتذكيره بأن النرجسي هو المتحكم في العلاقة.
    3. إلقاء اللوم على الآخرين:النرجسيون لا يتحملون أبدًا مسؤولية أخطائهم. في أي مشكلة، بغض النظر عن مدى وضوح دورهم فيها، فإنهم يلقون اللوم دائمًا على الطرف الآخر. هذا السلوك ينبع من حاجتهم المفرطة للحفاظ على صورة ذاتية مثالية وخالية من العيوب. الاعتراف بالخطأ يعني بالنسبة لهم ضعفًا أو نقصًا، وهو ما يتنافى مع شعورهم بالعظمة. لذا، فإنهم يتقنون فن تحويل اللوم، وتشويه الحقائق، وتقديم أنفسهم كضحايا، مما يجعل حل المشكلة مستحيلاً لأنهم لا يعترفون بوجود مشكلة من جانبهم أصلاً.
    4. الرفض التام للاستماع:النرجسيون لا يستمعون إلى وجهة نظر الطرف الآخر، ليس لأنهم غير قادرين على السمع، بل لأنهم يرفضون الاستماع. الاعتراف بالخطأ أو حتى مجرد الاستماع إلى نقد بناء يُعد تحديًا لإيغوهم الهش. فهم يعتقدون أنهم دائمًا على صواب، وأن أي رأي مخالف هو هجوم شخصي عليهم. قد يستمعون إلى تفاصيل عنك أو عن حياتك، ولكن ليس بهدف الفهم أو التعاطف، بل لجمع معلومات يمكن استخدامها ضدك لاحقًا في تكتيكات التلاعب. هذا الرفض للاستماع يجعل أي حوار بناء مستحيلاً، ويحول النقاش إلى طريق ذي اتجاه واحد، حيث يتحدث النرجسي ولا يستمع.

    تحديات التعامل مع النرجسيين:

    إن التعامل مع الشخصيات النرجسية يُعد تحديًا هائلاً لأنهم لا يسعون بصدق إلى حل المشكلات. هدفهم ليس التوصل إلى تسوية، بل السيطرة، والتلاعب، والحفاظ على إمدادهم النرجسي. هذا يجعل العلاقات معهم استنزافًا مستمرًا للطاقة العاطفية والنفسية.

    استراتيجيات التعامل والمواجهة:

    إذا لم يكن بالإمكان مغادرة العلاقة مع شخص نرجسي (كما في حالة العلاقات الأسرية التي لا يمكن قطعها تمامًا)، فمن الضروري تبني استراتيجيات للتعامل معهم وحماية الذات:

    1. إشراك طرف ثالث عقلاني:في بعض الحالات، قد يكون إشراك طرف ثالث عقلاني ومحايد أمرًا مفيدًا. هذا الطرف يمكن أن يكون وسيطًا، أو مستشارًا عائليًا، أو صديقًا موثوقًا به يمتلك القدرة على رؤية الموقف بموضوعية. وجود طرف ثالث قد يجبر النرجسي على تعديل سلوكه قليلاً بسبب حرصه على صورته أمام الآخرين، أو قد يساعد في كشف تكتيكاته التلاعبية. ومع ذلك، يجب اختيار هذا الطرف بحذر شديد، والتأكد من أنه لن ينحاز للنرجسي أو يتأثر بتلاعبه.
    2. الصبر، والإيمان، والتأمل الذاتي:إذا لم يكن إشراك طرف ثالث ممكنًا، فإن الاعتماد على الصبر، والإيمان، والتأمل الذاتي يصبح أمرًا حيويًا.
      • الصبر: التعامل مع النرجسيين يتطلب صبرًا هائلاً، لأن التغيير منهم نادر الحدوث، والمشاكل قد تتكرر.
      • الإيمان: يمكن أن يكون الإيمان بالله مصدرًا للقوة الداخلية، والسكينة، والقدرة على تحمل الصعاب. الدعاء والتأمل يمكن أن يساعدا في تهدئة الروح وتوفير منظور أوسع.
      • التأمل الذاتي: ركز على فهم مشاعرك، وتحديد حدودك، والعمل على تعزيز ثقتك بنفسك. عندما تكون قويًا من الداخل، تصبح أقل عرضة للتأثر بتلاعب النرجسي.
    3. فهم الحدود وعدم التهاون:من الأهمية بمكان أن تفهم حدودك الشخصية وأن تضعها بوضوح. لا تكن متساهلاً بشكل مفرط، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى تكرار سوء المعاملة. النرجسيون يستغلون ضعف الحدود والتساهل.
      • قل “لا” بوضوح: تعلم أن ترفض ما لا يناسبك دون الشعور بالذنب.
      • لا تبرر أو تشرح بإسهاب: كلما قللت من الشرح والتبرير، قللت من المعلومات التي يمكن للنرجسي استخدامها ضدك.
      • ركز على أفعالك لا أقوالك: النرجسيون لا يلتزمون بوعودهم. ركز على ما تفعله أنت لحماية نفسك وتحقيق أهدافك.
      • الانسحاب من الجدال: عندما يبدأ النرجسي في الجدال أو التلاعب، انسحب بهدوء. لا تمنحه الإمداد العاطفي الذي يسعى إليه.

    الخاتمة:

    إن التعامل مع الشخصيات النرجسية هو تحدٍ مستمر يتطلب وعيًا عميقًا بطبيعتهم، واستراتيجيات حازمة لحماية الذات. المشاكل معهم لا تُحل بالطرق التقليدية لأنهم لا يسعون للحل، بل للسيطرة والتلاعب. إن فهم أساليبهم، وتحديد الحدود، والاعتماد على القوة الداخلية، وطلب الدعم عند الحاجة، هي مفاتيح أساسية للتعامل مع هذه العلاقات المعقدة. الهدف ليس تغيير النرجسي، بل حماية ذاتك، والحفاظ على سلامك النفسي، والعيش حياة ذات معنى بعيدًا عن دائرة الصراع المستمر.

  • لماذا يعشق النرجسيون رائحة الخوف؟ شهادة من قلب التجربة

    الخوف له رائحة، والنرجسيون يستنشقونها كالأكسجين. النرجسيون السيكوباتيون، على وجه الخصوص، يزدهرون عليها. ليس مجرد ازدهار، بل يتوقون إليها. يحتسونها، يتذوقونها، يشعرون أنها تشعل شيئًا عميقًا في داخلهم. ليس من قبيل المصادفة أن وجودهم يشبه المشي في عرين أسد. إنهم مفترسون أشرار، وخوفك هو وليمتهم.

    في هذا المقال، سأكشف لك لماذا يحب النرجسيون سرًا شم رائحة الخوف. يمكنك أن تشعر بذلك عندما يدخلون الغرفة. هذا التحول الحاد في الطاقة، والوعي المفاجئ بأن كل حركة تقوم بها يتم تشريحها، وتحليلها، وتذوقها. إنهم لا يرون خوفك فقط. إنهم يشمونه. مثل ذئب يشم رائحة الدم. إنه يثيرهم. يدعوهم. هناك جوع بدائي فيهم لتذوق القوة التي يمتلكونها عليك، ليشعروا برعبك يتردد في الهواء ويشد حلقك. بالنسبة لهم، لا يكفي أن تعاني. إنهم يريدونك أن تعرف أنك تعاني بسببهم. إنهم يريدونك أن تتعرف على قوتهم في رعشتك.


    هندسة الرعب: صناعة الخوف كأداة للسيطرة

    النرجسيون لا يحبون الخوف فقط، بل يصنعونه وينتجون. إنهم يبنونه في البيئة. كمهندسي رعب، يصممون كل غرفة تدخلها، وكل محادثة، وكل صمت لتحتفظ بصدى سيطرتهم. لا يكفي بالنسبة لهم أن يفوزوا. إنهم بحاجة إلى رؤيتك مهزومًا. إنهم بحاجة إلى مشاهدتك تتقلص، ويداك ترتجفان، وعيناك منخفضتان، وتلعثمك في الكلام. هذه هي الجوائز التي تجمعها هذه الشياطين.

    أنا أعرف هذا النوع من الخوف لأنني نشأت فيه. كان جدي نرجسيًا سيكوباتيًا خبيثًا. سلاحه لم يكن صاخبًا أو واضحًا. كانت نظرة، نظرة واحدة يمكن أن تجمد روحك. لم يكن عليه أن يتحدث لإخافتنا. نظرة باردة واحدة، ونتجمد في الداخل، ونتوقف، ونصبح صامتين. هذه النظرة لم تكن مجرد سيطرة، بل كانت هيمنة. كانت طريقته في إخبارنا أن خوفنا يغذيه، وكنا نعرف ذلك. تعلمنا أن نحبس أنفاسنا عندما يدخل الغرفة، لتجنب عينيه، لنصلي ألا نكون الشخص الذي يثير تلك النظرة القاتلة. كان التهديد غير منطوق، لكنه كان معلقًا فوقنا كعاصفة تنتظر أن تضرب.

    لكن والدي، رفع الأمر إلى مستوى آخر لأنه هو أيضًا نرجسي. لم يكن يسلح الخوف فقط، بل كان يستمتع به. أتذكر كيف كانت عيناه تضيقان عندما كنت أرتجف، وكيف كانت ابتسامة ساخرة تزحف على وجهه عندما كان يراني أتراجع، وجسدي يرتجف لأنني كنت أعرف ما هو قادم. لم يكن مجرد التهديد بالألم هو ما حطمني. بل كان معرفة أن خوفي كان ترفيهًا له. لقد أثار ذلك حماسته. لقد أعطاه شعورًا بالنشوة. لم أكن طفلًا بالنسبة له. كنت فريسة.


    دورة السادية النرجسية: كراهية واستلذاذ

    ازداد الأمر سوءًا بمرور الوقت لأن خوفي أثار اشمئزازه. كان يسخر مني إذا تجمدت، إذا تلعثمت، إذا عرقت من الرعب، كان يسخر مني. “لماذا تنظر إلى الأسفل؟ لماذا لا تقول شيئًا؟” “لكنك ترعبني.” كان يسخر، وصوته كشفرة تقطع صمتي، وإذا بقيت متجمدًا وخائفًا جدًا من الرد، فإن ذلك يزيد غضبه فقط. كان يطلق الوجوه ويسخر مني. لماذا؟ لأنني كنت صامتًا. حسنًا، لم أكن أعرف ما كان من المفترض أن أفعله عندما كان يشاهد جسدي يتوقف وينهار تمامًا. كان يحب ذلك. وفي الوقت نفسه، كان يثير اشمئزازه. يمكنني أن أرى ذلك في عينيه. لقد كره أنني كنت ضعيفًا جدًا. كره أنني كنت أخافه، ولكن بدلًا من أن يلين، جعله ذلك يريد أن يعاقبني أكثر، وكأن ضربي سيمحو العار الذي شعر به عندما رآني أنكسر تحت وطأته.

    وهكذا أصبحت دورة. كنت مرعوبًا. وكره ذلك. لقد كان مرعوبًا، لكن رعبنا أعطاه القوة. هل ترى كم هو ملتبس كل هذا؟ لقد كره ذلك أيضًا، وهكذا عاقبني، ليس فقط على الخوف، بل على جعله يشعر بأي شيء حيال ذلك على الإطلاق. هذا جنون. هذا هو مرض النرجسي السيكوباتي الشرير. إنهم عالقون في حلقة ملتوية. إنهم يحبون خوفك لأنه يجعلهم يشعرون بالقوة، لكنهم يكرهونك بسببه أيضًا، لأن خوفك يذكرهم بأنهم بحاجة إلى تحطيمك ليشعروا بالقوة على الإطلاق. وهكذا يدمرونك مرارًا وتكرارًا، معتقدين أنه ربما في المرة القادمة لن يشعروا بهذا العار. ربما في المرة القادمة سيشعرون بالنقاء، وبأنهم لا يمكن المساس بهم، وربما سيكتفون بالهيمنة، لكنهم لا يفعلون أبدًا. لأن في كل مرة يجعلوك ترتجف، فإن ذلك يذكرهم بمدى فراغهم حقًا.


    هزيمة الصياد: استعادة القوة من خلال الشجاعة

    حدسهم حاد. يمكنهم شم رائحة الخوف مثلما تشم الذئاب رائحة الدم. إنهم يعرفون متى أنت على وشك الانهيار، ومتى يكون صوتك على وشك الانكسار. ومتى تكون عيناك على وشك أن تغرق بالدموع، وهم يحبون ذلك. إنهم يحبون أن يقودوك إلى الحافة، ومشاهدتك وأنت تترنح، ثم يمنحوك الدفعة النهائية. لأن في تلك اللحظة، يشعرون بأنهم مثل الآلهة. يشعرون بأنهم لا يقهرون. مشاهدتك وأنت ترتجف في الزاوية، عالقًا، عاجزًا هو إدمانهم، صدق أو لا تصدق، وسوف يخلقون هذا الرعب مرارًا وتكرارًا.

    سوف يصممون حياتك لتكون متاهة من الخوف. سيبنونها بالكلمات، بصمتهم، بأعينهم. سوف يختلقون سيناريوهات لا يمكنك الفوز فيها، ولا يمكنك الهروب منها. سوف يتلاعبون بك، ويحطمونك كما تعرفين بالفعل، حتى يصبح الخوف منزلك، حتى لا تتمكني من التنفس دون التفكير فيهم، حتى يتم تشكيل وجودك بأكمله لتجنب غضبهم، وقسوتهم، وعقابهم. أنا أتحدث من الخبرة. وعندما يرونك هكذا، منحنًا في الزاوية، ومتعرقًا، وصامتًا. عندها يشعرون بأنهم على قيد الحياة. وهذا هو السبب في أنني أسميهم أشرارًا. تصبح أقل من إنسان بالنسبة لهم، أنت مجرد صدى لقوتهم، انعكاس لسيطرتهم. ولهذا السبب يحبون خوفك، لأن خوفك يعني أنهم فازوا. إنه يعني أن ذاتهم الزائفة حقيقية. إنه يعني أنهم يمتلكونك.

    لكن الحقيقة هي أنهم لا يريدونك أن تعرفي أيًا من هذا. الخوف كذبة. الخوف أداة، وبمجرد أن ترين ذلك، يفقدون قبضتهم. في اللحظة التي تتوقفين فيها عن إطعامهم خوفك عن طريق التراجع، في اللحظة التي تتوقفين فيها عن الارتجاف والتجمد والتقلص، يفقدون قوتهم.


    المواجهة النهائية: استعادة الذات

    كيف أعرف هذا؟ حسنًا، هذا هو بالضبط ما فعلته. في نهاية علاقتي بوالدي، عندما وقفت، رأيته يرتجف كفأر كان محاصرًا في غرفة لا يمكنه الهروب منها أو مغادرتها. في كل مرة ترفع فيها رأسك أعلى قليلًا، في كل مرة تلتقي فيها عيناهما حيث هما، في كل مرة ترفضين فيها الانحناء. عندها تبدأين في استعادة قوتك، وتلك هي اللحظة التي تنقلب فيها الطاولة ويبدأون في الخوف منك. لأن لا شيء يرعب النرجسي أكثر من فقدان السيطرة. لا شيء يرعبهم أكثر من رؤيتك تنهضين، لأنه عندما يرونك تقفين شامخة، فعليهم أن يواجهوا حقيقتهم: أنهم صغار، وفارغون، وضعفاء. عليهم أن يواجهوا الحقيقة أن قوتهم لم تكن حقيقية أبدًا. لقد سُرقت منك والآن أنت تستعيدينها. إنهم يكرهون ذلك، نعم، لكن في أعماقهم يعرفون أن ذلك صحيح، وبمجرد أن تتوقفي عن أن تكوني ذات رائحة الخوف، سيبدأون في أن يكون لهم رائحة ما هم عليه حقًا. لا شيء على الإطلاق.

    كل هذا، كما قلت، تجريبي. هذا ما فعلته مع والدي. عندما بدأت بوضع حدود لنفسي، قلت: “لن أتسامح مع هذا السلوك. لن أستسلم لسلوكك السيكوباتي المجنون. سأغادر. لقد انتهيت منك.” عندما أزلت كل التبعيات، شاهدته ينهار أمامي. أصبح أبكم. لا كلمات تخرج من ذلك الفم الصاخب. توقفت يداه عن الحركة عندما كانت يداه دائمًا على خدي. كان يصفعني، ويلكمني كلما استطاع، ولكن فجأة، لا شيء. لم يكن يجرؤ حتى على التواصل بالعين معي. لقد كرهت ذلك لأنني لم أرغب أبدًا في أن أكون ذلك النوع من الابن له. لم أرغب أبدًا في إخافته. ما زلت في أعماقي أحترمه كأبي. لكنه دفعني بقوة لدرجة أنني اضطررت أن أقول: “كفى” مع إساءته اللفظية، والجسدية، والنفسية، والمالية. كان علي أن أضع حدًا، وعندها حاولت إنقاذ والدتي النرجسية الخفية أيضًا. وعندها علمت أنها لم تكن سوى ممكّنة، لأنها حتى ذلك الحين كانت تقول لي: “أريد أن أرحل، لكنني لا أعرف كيف ومتى.” عندما خلقت لها مخرجًا وأعطيتها فرصة لاستعادة حياتها، هل يمكنك أن تخمن ما حدث؟ لقد انحازت إلى جانبه وأجبرتني على الاعتذار له، والتماس مغفرته، وهو ما لم أفعله لأنه لم يكن خطأي. لم أتحدث معه. حدث الكثير مما شاركته بالفعل في حلقات أخرى، ولكن افهمي. عندما يمكنك أن تردي على النرجسي إذا كان ذلك آمنًا لك، لأن في ذلك الوقت كان آمنًا ورحلت. إذا لم يكن كذلك، إذا كنت تعتمدين ماليًا وإذا كنت تخشين أن تكون حياتك في خطر، فلا تفعلي ذلك. ومع ذلك، عليك أن تتخذي موقفًا وتتخلي عن هذا الخوف، وتخرجي من استجابة التجمد هذه حتى تتمكني من الازدهار ويمكننا أن نرى النرجسي على حقيقته.

  • كيف تهزم المرأة النرجسية وتتحرر من سيطرتها؟

    تُعدّ العلاقة مع شخص نرجسي من أكثر التجارب المؤلمة التي قد يمر بها أي شخص، ففي البداية تبدو هذه العلاقة مثالية، مليئة بالحب والاهتمام، لكن سرعان ما تتكشف الحقيقة، لتظهر شخصية متلاعبة لا تهتم إلا بنفسها وبطريقة تفكيرها.

    في هذا المقال، سنستعرض خمسة أشياء قوية يمكن أن تدمر نرجسية المرأة وتجعلها تشعر بالهزيمة الساحقة، وتحرر عقلك وحياتك من قبضتها إلى الأبد. هذه الخطوات لن تمنحك فقط حريتك، بل ستجعلك محفورًا في ذاكرتها كالشخص الذي فشلت في السيطرة عليه، مما يسبب لها إحساسًا بالمرارة والغضب كلما تذكرتك.


    1. استعادة السيطرة: كسر قيود التلاعب النرجسي

    تعتبر فقدان السيطرة من أكبر مخاوف الشخصية النرجسية. عندما تبدأ علاقة مع امرأة نرجسية، فإنها تبذل قصارى جهدها لتجعلك تحت سيطرتها الكاملة. هي تعرف بالضبط كيف تستفزك، وكيف تثير غيرتك، وتتوقع ردود أفعالك العاطفية المبالغ فيها.

    ولكن ماذا يحدث عندما تكتشف هذه الحيل وتتوقف عن الاستجابة بالطريقة التي تتوقعها؟

    تخيل أنك تكتشف أنك كنت تتعامل مع شخصية متلاعبة، فتقرر أن تغير سلوكك تمامًا. تتوقف عن ملاحقتها، وتتجاهل محاولاتها لاستفزازك، وتصبح هادئًا وباردًا في ردودك. هذا السلوك غير المتوقع سيُحدث صدمة كبيرة بالنسبة لها. ستشعر بأنها تفقد السيطرة عليك تدريجيًا، وأنها تتعامل مع شخص غريب لم تعرفه من قبل.

    هذا التغيير المفاجئ في سلوكك سيدفعها إلى تصعيد محاولاتها للتلاعب، لكن إذا لم تتجاوب معها، فإنها ستشعر بالفشل، وهذا الشعور بالهزيمة يؤثر بشكل مباشر على غرورها المفرط. في النهاية، ستلجأ إلى آليات دفاعية، مثل إقناع نفسها بأنها هي من تخلى عنك، ولكن في أعماقها، ستظل تشعر بالهزي


    2. التجاهل التام بعد الانفصال: أقوى الأسلحة ضد النرجسية

    بعد الانفصال، تعتقد المرأة النرجسية أنها وضعتك على رف الاحتياط، وأنك ستظل تنتظر عودتها بفارغ الصبر. ولكن أقوى صدمة يمكن أن تواجهها هي أنك تجاهلتها تمامًا بعد الانفصال.

    عندما تتجاهلها تمامًا، فإنك تدمر كل الأوهام التي بنتها حولك. فبدلاً من أن تجدك تتوسل لعودتها، ستجدك قد بدأت في التعافي والعمل على تطوير نفسك. هذا التجاهل سيجعلها تشعر بأنها فقدت مصدرًا مهمًا للوقود النرجسي الذي كانت تستمد منه طاقتها.

    ستحاول التواصل معك مرة أخرى بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ولكن عندما تواجهها ببرود تام، وتطلب منها عدم التواصل مرة أخرى، فإنها ستصاب بالصدمة. ستتذكر الشخص الذي كان يتوسل لها، وتدرك أن هذا الشخص قد اختفى إلى الأبد. هذا التجاهل القاسي يدمر غرورها ويجعلها تواجه شخصيتها الهشة التي تحاول إخفاءها دائمًا، مما يسبب لها ألمًا نفسيًا عميقًا.


    3. النجاح من دونها: حرق آخر جسور السيطرة

    من أكبر الأوهام التي تزرعها المرأة النرجسية في عقلك خلال العلاقة، هي أنك لن تنجح أبدًا بدونها. تستخدم أساليب الانتقاد المستمر وتحاول إضعاف ثقتك بنفسك، لكي تضمن أنك ستظل معتمدًا عليها في كل شيء.

    بعد الانفصال، تتوقع أن حياتك ستتدهور، وأنك ستفقد عملك وتتحول إلى شخص فاشل. لكن عندما تنجح في حياتك وتتطور بشكل لافت، فإنك توجه لها ضربة قوية. هذا النجاح يثبت لها أن تأثيرها السلبي على حياتك قد انتهى، وأنك تخلصت من كل الأفكار السلبية التي زرعتها في عقلك.

    ولكن انتبه إلى الجانب السلبي في هذه النقطة. بعض الأشخاص، بعد الانفصال، ينهارون بالفعل وتتدهور حياتهم. وفي هذه الحالة، إذا تواصلت معها وأخبرتها كم هي دمرتك، فإن هذا سيزيد من غرورها وسعادتها. لذلك، ركز على نجاحك الشخصي، واعمل على تطوير نفسك، وعندما تراها مرة أخرى، دع نجاحك يتحدث عنك. هذا هو ما سيجعلها تشعر بالغضب والفشل لأنها لم تستطع تدميرك بشكل كامل.


    4. كشف حقيقتها: تدمير الصورة الاجتماعية المزيفة

    تمتلك المرأة النرجسية صورة اجتماعية مزيفة تحاول إظهارها دائمًا أمام الآخرين. هذه الصورة هي سلاحها الأقوى، فهي تستخدمها للتلاعب بالآخرين والدخول في علاقات جديدة.

    عندما تكشف حقيقتها وتشارك قصتك مع الأشخاص المقربين منك، فإنك تدمر هذا السلاح. يجب أن يكون هدفك هو كشف الحقائق وليس تشويه السمعة. تحدث عن الظلم الذي تعرضت له، وعن أساليب التلاعب التي استخدمتها، فهذا سيجعل الآخرين يغيرون نظرتهم لها.

    كشف حقيقتها يجعلها عارية نفسيًا أمامك وأمام الجميع. ستظهر مخاوفها وأساليب تلاعبها، وتُحرق جميع فرصها للدخول في علاقات جديدة في محيطك. هذا الموقف يخيفها بشدة، خصوصًا إذا كانت من النوع النرجسي الخفي، الذي يبذل جهدًا كبيرًا لإخفاء شخصيته الحقيقية.


    5. الدخول في علاقة صحية: إثبات أنك حر بالفعل

    بعد الانفصال عن المرأة النرجسية، من الضروري أن تأخذ وقتًا كافيًا للتعافي والعمل على نفسك قبل الدخول في علاقة جديدة. إذا دخلت في علاقة تعويضية مباشرة، فقد يكون ذلك مجرد هروب من الألم.

    ولكن عندما تدخل في علاقة صحية بعد أن تكون قد تعافيت تمامًا، فإنك توجه لها أقوى ضربة على الإطلاق. المرأة النرجسية كانت تعتقد أنها الوحيدة القادرة على تحمل وجودك، وأنك لن تجد أحدًا يحبك سواها.

    عندما تكتشف أنها أخطأت، وأنك وجدت شريكة سوية تمنحك الحب والاحترام والتقدير، فإنها ستشعر بالفشل الساحق. ستدرك أن الأوهام التي زرعتها في عقلك لم تعد موجودة، وأنك لم تعد تحت سيطرتها. في هذه اللحظة، ستضطر إلى مواجهة حقيقة أنها عاجزة عن تقديم الحب، وأنها خسرت مصدرًا مهمًا للوقود النرجسي إلى الأبد.

  • أشياء تثير جنون النرجسي: لماذا يكرهون سلامك الداخلي؟

    يُثار النرجسي أكثر ما يثار عندما تحاول أن تشعر بالسلام والاسترخاء، لأنهم لا يستطيعون تحمل كونك لست جزءًا من عالمهم الفوضوي. سوف يدمرون حالتك بأي ثمن. سوف يهاجمون أشياء بسيطة مثل تناول الطعام أو أخذ قيلولة بدافع الحقد، لأنهم كائنات بشرية شريرة. لماذا؟ حسنًا، إنهم يكرهون أنفسهم، ويكرهونك لأنك موجود. لا يمكنهم تحمل رؤيتك وأنت تسترخي يوم الأحد بعد العمل طوال الأسبوع أو قضاء المهام طوال يوم السبت أو التعامل مع أطفالهم. ليس ذلك فحسب، بل إنهم يكرهون حتى عندما تفعل شيئًا على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بك، على سبيل المثال، تأخذ دورة للتطور الذاتي. إنها هذه اللحظات اليومية البسيطة من السلام التي تزعجهم حقًا.

    في هذا المقال، سأخبرك بأكبر خمسة أشياء تثير النرجسي في الصميم.


    1. نومك الهادئ

    قد تعتقد أن النوم مجرد نوم، حاجة إنسانية أساسية. لكن بالنسبة للنرجسي، مشاهدتك وأنت تنام بهدوء هو كابوس. لماذا؟ لأن النوم هو شكل من أشكال الرعاية الذاتية. إنه أنت وأنت تنفصل عن فوضاهم. إنه أنت وأنت تشحن بطارياتك، تشفى، وتوجد بدونهم، دون الحاجة إليهم. وهذا يزعج النرجسي بعمق. لا يمكنهم تحمل حقيقة أنك تستطيعين أن تجدي الراحة بدونهم والأمان في عقلك دون الحاجة إلى موافقتهم.

    في أعماقهم، يريدونك أن تشعري أنك لست آمنة أبدًا ما لم يشاركوا. بعض النرجسيين سيذهبون إلى حد خلق الدراما قبل أن تذهبي إلى الفراش مباشرة، وإثارة الخلافات، أو طرح قضايا، أو إبداء تعليقات سلبية، وإثارتك حتى تستمرين في السؤال. إنهم يريدون إزعاج راحتك، لأنه إذا كنت مرهقة، فمن السهل السيطرة عليك في اليوم التالي. طاقة أقل تعني مقاومة أقل. إذا استيقظتِ يومًا ما وأنت تشعرين بالاستنزاف العاطفي قبل أن يبدأ يومك، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب أنهم زرعوا هذه البذرة في الليلة السابقة.

    إن أكبر قوة قد يمتلكها أي نرجسي عليك هي التسبب في الكثير من الارتباك لدرجة أنك لا تستطيعين رؤية الفرق بين الصواب والخطأ، وعندما تعانين من الحرمان من النوم، ستكونين دائمًا في ضباب ذهني، غير قادرة على التفكير بوضوح. عندها يكسب النرجسي اليد العليا. ليس ذلك فحسب، بل إنهم يدمرون نومك بمهارة دون أن تلاحظي. عندما تكونين نائمة، قد يستخدمون معدات ثقيلة، أو يصدرون أصواتًا عالية، أو يدوسون بصوت عالٍ، أو يتحدثون بشكل مفرط، أو يغلقون الأبواب بقوة، مما يضمن أنك لا تحصلين أبدًا على راحة مناسبة.


    2. تناولك للطعام في سلام

    هناك شيء قوي جدًا في الجلوس لتناول وجبتك في سلام والاهتمام بشؤونك، فقط الاستمتاع بتلك اللحظة. بالنسبة للنرجسي، هذا لا يطاق عندما تفعلين ذلك، لأنه في تلك اللحظة، أنت تظهرين حب الذات أو أنك لست بحاجة إليهم. كما هو الحال مع الحرمان من النوم، أنت تغذين نفسك، وتمنحين الأولوية لجسدك، وتستمتعين بالحياة بدون أن يكونوا هم مركز الاهتمام. إنه أمر مثير للشفقة، ولكنه حقيقي.

    النرجسيون يكرهون ذلك. يكرهون رؤيتك راضية وتركزين على تلبية احتياجاتك. ماذا يفعلون؟ يزعجون ذلك. قد تلاحظين أنهم سيبدأون جدالًا، أو يطرحون موضوعًا حساسًا، أو حتى يلقون تعليقًا ساخرًا في طريقك. أي شيء لتدمير شهيتك. إنهم لا يريدونك أن تكوني جائعة، ولهذا السبب يفقد الكثير من الناجين شهيتهم في مثل هذه العلاقات. هل أنت واحدة منهم؟

    إنهم يعرفون أنه إذا كنت مشتتة، فمن السهل السيطرة عليك. يريدونك قلقة، وغير آمنة، وجائعة. عندما تكونين جائعة، لا تستطيعين التفكير بوضوح، وهذا معروف لهذا الكائن النرجسي. بدلًا من تناول الطعام، يريدونك أن تأكلي إهاناتهم حتى يمتلئ جسدك بالسموم النفسية، وهذا هو السبب في أن معدتك تتوقف عن العمل حرفيًا. هذا هو أيضًا سبب تدمير أمعائك، لأنه لا شيء يدخل عبر أذنيك باستثناء التوتر والفوضى. هذا ما يطعمونك إياه، ولهذا السبب يرفض جسدك الطعام.


    3. استمتاعك بوقتك الخاص

    هذا أمر كبير. سواء كان شرب الشاي، أو قراءة كتاب، أو احتساء القهوة، أو كتابة اليوميات، أو مجرد الجلوس في صمت، فإن النرجسيين يكرهون وقتك الخاص. يُنظر إليك على أنك عبد، ولهذا السبب لا يسمحون لك بإعادة الاتصال بنفسك. إنهم لا يريدونك أن تفكري. لا يريدونك أن تستمتعي بصحبتك الخاصة، لأنهم يعرفون أن ذلك خطير. لماذا؟ حسنًا، الوقت الخاص يعني الاستقلال العاطفي. إنه يعني أنك لا تعتمدين عليهم في التحقق. وأكثر من ذلك، إنه يعني أنك تتأملين ذاتك، وتشككين فيهم.

    إنهم لا يريدون أن يحدث هذا الانكشاف الداخلي. إنهم لا يريدونك أن تريهم على حقيقتهم. يريدونك أن تصدقي القناع. يريدونك أن تفكري: “أوه نعم، ربما ليسوا بهذا السوء.” يريدونك أن تعيشي في هذا الغيبوبة. ولكن عندما تجلسين مع نفسك، عندما تأخذين هذا الوقت من يومك، عندما تحدقين في الفراغ فقط، فإنك تكتسبين الكثير من البصيرة من عقلك الباطن، وهذا ممنوع تمامًا بالنسبة للنرجسي. ولهذا السبب تتعرضين للهجوم أكثر عندما تجلسين، عندما تسترخين، عندما لا تفعلين شيئًا. قد يمنحونك مهامًا عشوائية مثل: “افعل هذا، افعل ذلك.” إذا لم يكن لديهم شيء للقتال من أجله، فسيقولون: “لماذا لا تطعمين طفلنا؟” “لماذا لم تطبخي بعد؟” “لماذا تفعلين هذا؟” “لماذا تضيعين الوقت؟” “اذهبي وافعلي شيئًا.” “لماذا أنت كسولة جدًا؟” الأمر لا يتعلق بأي من هذه الأشياء. يتعلق الأمر بالرفض الذي يخشون أن يختبروه إذا استيقظتِ بطريقة ما من تلك الغيبوبة النفسية التي وضعوك فيها من خلال السلوك المتغير المجنون الذي يظهرونه.


    4. ذهابك إلى النادي الرياضي

    أنت تعرفين ما الذي يجعل النرجسي غير مرتاح حقًا: مشاهدتك وأنت تعملين على جسدك، ومشاهدتك وأنت تستثمرين في أن تصبحي أقوى عقليًا وجسديًا وعاطفيًا. في هذه الحالة، جسديًا. لماذا؟ حسنًا، التوقع السري هو أنه إذا قمتِ ببناء العضلات، وإذا أصبحتِ لائقة، وإذا بدأتِ في الظهور بشكل أفضل، فسوف تخونينهم أو أنك تفعلين ذلك في المقام الأول لأنك تريدين الاهتمام. هذا توقع، لأنه كلما استثمر النرجسي في جسده، عندما يحاول أن يصبح لائقًا، فإنه يفعل ذلك من أجل الموافقة. يفعلون ذلك لأنهم يريدون أن يُنظر إليهم بطريقة معينة. إنهم يريدون المزيد من الإمداد الجنسي. لا يتعلق الأمر بـ “أريد أن أكون بصحة جيدة.” وهذا ما يتم تطبيقه عليك أيضًا. يفترضون ما يجب أن تفكرين فيه، ما هي نواياك وراء الظهور بمظهر جيد واللياقة. “أوه نعم، أعرف لماذا تذهبين إلى هذا النادي الرياضي. إنه ذلك الرجل الذي تريدين اهتمامه بشدة، أليس كذلك؟” “أعرف لماذا تستثمرين في تمرينك أو تشترين هذه المعدات. تريد أن تخبرهم أنك رجل كبير الآن، أليس كذلك؟”

    كل هذا مجنون وقد لا يكون له أي علاقة بواقعك، لكن عليهم أن يختلقوا هذه الأشياء لأن عليهم أن يقنعوك بأنك شخص سيء. عليهم أن يحلوا محل نواياك النقية بنواياهم الخبيثة، لأن هذه هي الطريقة التي يمكنهم بها فرض أقصى قدر من السيطرة على أفعالك ومنعك من الاعتناء بجسدك.


    5. ضحكك وابتساماتك

    هذا بسيط جدًا، ولكنه الشيء الذي يزعج النرجسي أكثر من غيره. إن ضحكتك وابتسامتك هما ما يقتلانهم، خاصة عندما لا تكونان بسببهما. عندما تضحكين، عندما تبتسمين، فإن ذلك يظهر أنك سعيدة، وأنك حرة، وأنك تختبرين الحياة خارج تأثيرهم. وهذا، يا عزيزتي الناجية، يحرقهم. لأن النرجسيين يريدون أن يكونوا مصدر عواطفك، سواء كانت جيدة أو سيئة. إذا كنت سعيدة، فإنهم يريدون أن يكون ذلك بسببهم. إذا كنت حزينة، فإنهم يريدون أن يكونوا السبب وراء دموعك.

    وهذا لا يتوقف عند هذا الحد. إنهم كائنات بشرية بائسة، يشعرون بالضآلة والتحطم في الداخل طوال الوقت. قد يظهرون صورة معاكسة لما أصفه، ولكن في الواقع، هم غير سعداء. إنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون تحقيق أي شيء جيد في حياتهم. لا يمكنهم أبدًا الشعور بالرضا، وسيكون هناك دائمًا شيء خاطئ في الأشخاص الذين هم معهم. شيء ما سيكون مفقودًا، وسيشعرون بالشفقة بغض النظر عن مقدار ما يباركون به ويُمنحون من الكون.

    هذا النقص في حب الذات والرضا هو ما يؤدي إلى كراهية الذات، وهو ما يريدون أن ينعكس في بيئتهم. وهذا يعني أنه إذا كانوا بائسين في الداخل، فيجب عليهم أن يجعلوك تعكسين نفس الحالة العاطفية للحفاظ على التناغم. يريدونك أن تكوني بائسة أيضًا، لأنه إذا لم تكوني بائسة، إذا كنت سعيدة، فإن ذلك يذكرهم بحالتهم العاطفية الحقيقية، وهو ما يريدون الهروب منه. ولهذا السبب ضحكتك هي سبب تعاستهم، وهو ما لا معنى له، ولكنك الآن تعرفين.

    لذلك، كانت هذه هي الأشياء الخمسة الكبيرة التي تثير النرجسي أكثر من غيرها.